لا أريد أن ألقى الضوء على ما قام ويقوم به الوجيه المعروف الاديب عبدالمقصود خوجة من رعاية كريمة لرجال ونساء الادب والفكر في بلدي الحبيب فقد سبقني به الكثير. ولكنني أردت أن أعرج إلى ما يتمتع به هذا الاديب من حاسة أدبية رفيعة المستوى فيمن يريد أن يوقعه في شباكه الادبية واشعاعاته الضوئية واغداقاته الحاتمية وبما انني أحد من حضر مهرجانه الاثنيني الذي يزخر برجال الفكر والادب فقد كدت أن أحسد نفسي على ما حباني الله به من حظ في تلك الليلة البهيجة حيث إن المحتفى بها كانت إحدى فرسان الأدب والكلمة الرشيقة وأعني بها صاحبة التخصص الفريد "التراث الشعبي" وأعني بها الدكتورة "لمياء باعشن" هذه الفارسة التي استطاعت وبكل اقتدار أن تستحوذ على كافة مشارب وأذواق الحضور برشاقة كلماتها الشعبية وأساطيرها الحجازية في تلك الأمسية المخملية فهنيئاً لها ولبلدي الحبيب على ما حواه من كنوز نسائية. كما أنني ألفت نظر هذا الوجيه صاحب القامة الباسقة في عالم الأدب إلى بعض الرموز الأخرى المضيئة النسائية التي تستحق أن تنتزع مثل هذا التكريم من رجل التكريم. إحداهن هي الإذاعية القديرة مديرة البرنامج الثاني في الاذاعة السعودية الاستاذة "دلال عزيز ضياء" التي كادت أن تجسد لنا موهبة والدها الأديب العظيم "عزيز ضياء" رحمه الله قياساً لما تملكه من موهبة غير عادية في اطروحاتها الاذاعية وقدراتها البلاغية ومفرداتها الشيقة العربية التي تسخرها لخدمة برامجها الإذاعية حفظها الله لهذا الوطن وكثر من أمثالها المخلصين. أما الفارسة الثالثة فهي الشاعرة الكبيرة الرقيقة مي ابراهيم كتبي التي حولت لنا هذه الدنيا إلى حديقة بطريقتها الشعرية الحديثة حيث استطاعت وبكل اقتدار أن تحول مفردات الكلمات العادية إلى فراشات طائرة ذات ألوان قرمزية لتجعلك تسبح في فضاءات وردية لم تألفها الآذان العربية ولو كان هناك امارة تعقد للشعر النسائي لكانت هي أحق بحمل هذا اللواء في بلدي المعطاء وبناء عليه لا أظن من أديبنا المكي راعي الأدب والأدباء إلا أن يستجيب لهذا النداء ويتكرم كعادته بتكريم هؤلاء وهو أهل لذلك. مع تحياتي له سلفاً.. للتواصل/6579944 جدة