أشاد معالي وزير الثقافة والإعلام د. عبدالعزيز خوجة ببادرة نادي جدة الأدبي في تكريمه للأديب والمثقف الراحل عزيز ضياء، جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها في افتتاح «ملتقى قراءة النص التاسع» بعنوان «الرواية في الجزيرة العربية» الذي نظمه نادي جدة الأدبي مساء الثلاثاء الماضي، وقال معاليه إن الرواية في الجزيرة العربية خرجت عن صمتها وبدأت تنافس الشعر، كما شكر معاليه خلال كلمته الأستاذة دلال عزيز ضياء على إهدائها مكتبة والدها الأديب عزيز ضياء لنادي جدة الأدبي. هذا وقد ألقى رئيس مجلس إدارة نادي جدة الأدبي د. عبدالمحسن القحطاني في بداية الحفل كلمة رحب فيها بمعالي وزير الثقافة والإعلام وشكره على تشريفه الملتقى كما شكر المشاركين في هذا الملتقى وحيا الحاضرين على تفاعلهم مع ناديهم، كما أسدى القحطاني الوفاء للأديب الكبير الراحل عزيز ضياء لمجهوده القصصي وترجماته للأعمال العالمية من قصة ومسرحية، بلغة رائعة شائقة وانيقة ولتمكنه في موسقتها المبهجة وأنساقها المتماسكة، تكفي لأن نكون أوفياء معه، فضلاً أنه شارك الرائد محمد حسن عواد تأسيس هذا النادي، وقد سبق أن كرم النادي أديبنا الكبير حياً وها هو يكرمه اليوم بيننا، لأنه لا يزال حياً تأثيراً وفكراً وأدباً، ولم يفت رئيس النادي الدعاء بالشفاء العاجل للشاعر الكبير محمد الثبيتي متمنياً له دوام الصحة. من جانب آخر ألقى كلمة المشاركين في فعاليات الملتقى الدكتور عبدالحكيم باقيس الأستاذ بجامعة عدن مكرراً الشكر لنادي جدة الأدبي على ما غمروه به من مشاعر طيبة صادقة وحفاوة، بالغة، وكرم أصيل ودعوته للمشاركة هو وبقية الباحثين لا سيماً وأن هذه الدورة خصصت لدراسة فضاء الرواية والروائي في الجزيرة العربية بعد أن بات هذا الفن يستقطب المناهج والنظريات والاتجاهات النقدية المتعددة كما يستقطب كذلك المدعين والكتاب من الحقول الأدبية الأخرى، وهذا ما يؤكد أننا نعيش في زمن الرواية. وجاءت كلمات الإعلامية الأستاذ دلال عزيز ضياء بمناسبة تكريم النادي له معبرة ومؤثرة وأبرزت دور الأديب الكبير عزيز ضياء في الحياة الثقافية وفي حياته بين أسرته وقالت دلال: يقام هذا التكريم هذه الليلة في نفس المؤسسة التي سعى هو وصديقه الرائد محمد حسن عواد إلى إنشائها وهو الذي عمل على تأمينها من تأسيس وتفعيل لترى النور وكان - رحمه الله - حريصاً على متابعتها وشغوفاً بها، فإذا بهذا الوليد يبادله حباً بحب ووفاءً بوفاء وعرفاناً يغمرنا أفراد أسرته بالتقدير والامتنان، وكم تمنيت أن يكون حاضراً بيننا اليوم ليحس بمدى الوفاء الذي يغمره به أبناء هذا البلد الطيب. واختتمت الإعلامية دلال ضياء عن إعلان إهداء مكتبة الوالد الخاصة وجميع متعلقاته الباقية في مكتبه المنزلي إلى نادي جدة الأدبي. من جانب آخر ألقى صاحب ملتقى الاثنينية الشيخ عبدالمقصود خوجة كلمة بمناسبة تكريم الأديب عزيز ضياء أوضح فيها مدى اعجابه الكبير بالرائد عزيز ضياء فعلاقته به تمتد لأكثر من ثمانين عاماً وكان - رحمه الله - أحد الرواد الذين رصد لهم كتاب (وحي الصحراء) كتاباتهم الرائدة، ليعلم الناس أن الكبار لا يموتون بل مقيمون بيننا وإن رحلوا ولا تغيب ذكراهم وتبقى إبداعاتهم ولمساتهم نوراً يومض بإشارات لها مدلولات عميقة من العطاء الكبير، وأشاد الشيخ الخوجة بالدور الكبير الذي قدمته حرمه السيدة (ماما أسماء) التي تعد أول صوت نسائي انطلق من إذاعتنا، كذلك ابنته دلال الصوت الاذاعي الناضج وهي أول مديرة للاذاعة السعودية وكذلك ابنه ضياء الذي أنجز جملة من الأعمال الفنية والتشكيلية وحاز على كثير من المسابقات الفنية. لقد كان عزيز ضياء نادراً في بسط أفكاره يعزف بالآلة الكاتبة أجمل الابداعات، لذلك لم يطل المكوث في الوظيفة فتفرغ لأعماله الأدبية وعاندته الحياة كثيراً وحاول أن يعاندها، فبقي حياته معانداً بإصرار ولكنها ظلمته، إن الاستاذ عزيز ضياء رجل عاش قبل عصره فكانت أفكاره تسبق زمنه، وتمنى الشيخ الخوجة في ختام حديثه أن يدون صفحات مهمة من تاريخ الأستاذ غير المكتوبة ليرويها للناس، مثلما سعدت الاثنينية بطباعة كافة أعماله التي جاءت في خمسة مجلدات.. وفي نهاية الحفل تم تكريم الراحل عزيز ضياء بدرع تسلمه أحد أحفاده كما قدم درع لمعالي الوزير قدمه رئيس نادي جدة الأدبي.