من يعرف الاستاذ.. الطبيب.. الكاتب د. عبدالله سليمان مناع يأنس بحديثه او على الاقل أنا ممن يجب أن يستمع له خاصة إذا تحدث عن تاريخ المملكة وتاريخ مصر، وتحديداً فترة الزعيم الكبير جمال عبدالناصر، ثم مؤخرا حديثه في الجزيرة وفي مجلسنا الأسبوعي في جدة عن رحلاته لليمن إذ إنك تستمع إلى معلومات مرتبة بشواهد من الأسماء والتواريخ لاتملك إلا أن تقول إنه واحد من الأسماء الإعلامية البارزة في بلادنا.. لكنني شعرت بالألم وتمنيت ألا اقرأ كتابه "بعض الأيام بعض الليالي" وأطراف من قصة حياته بعد أن وجدت الكتاب أمامي في مجلس الشيخ عبدالرحمن فقيه في مكةالمكرمة الجمعة قبل الماضية ولم أجد فرصة لقراءته إلى نهاية الأسبوع الماضي. وقبل أن أتحدث عن رأيي في بعض ما قرأته أود أن أسجل أنني أعرف المناع قديماً وتحديداً عندما بدأت أنا في صحيفة (البلاد) في 1397ه، فترة رئاسة الاستاذ عبدالمجيد شبكشي رحمه الله وكان د. هاشم عبده هاشم والأستاذ عبدالغني قستي مديري تحرير وكان موقع التحرير في "عرب نيوز" ثم انتقل التحرير إلى شارع الصحافة أو ما عرف بين أهل البلاد (الفيلا) وكانت اقرأ تشغل الدور الارضي منها ولم تكن لي معه صلة مباشرة، ولأن اقرأ ضمن مؤسسة (البلاد) وشقيقة ل(البلاد) الصحيفة كنت أتابعها في فترتها "الذهبية" أيام المناع، ومرت السنوات ولم التق به إلا في السنوات الخمس الأخيرة في منزل صديقنا علي حسون وعدد من الدعوات المحدودة ثم في مجلسنا الأسبوعي مساء الجمعة في جدة.. أعود للكتاب وأقول إن السرد الجميل وما سجله المناع عن حياته الصحفية ومعاناته ونادي الاتحاد ومطبعة البلاد يعد توثيقاً لفترة صحفية هامة هي فترة التسعينيات الهجرية لكن د. عبدالله أطال الله عمره تعدى الخط الأحمر الذي اعترف أنه تعداه أكثر من مرة وكان وراء قرار إيقافه والخط الأحمر الذي توقفت أمامه هو أنه نال من زملاء له ذكر أحدهم بالاسم الصريح وأنه عرف بنهمه وحبه للمال رغم أن المناع ذكر أسماء بالحروف الأولى بعد ذلك، ولم أجد تفسيراً لاتهامه لهذا الشخص بهذه الصفات رغم أن المناع يعرف أن هذا الشخص بدأ بعده في العمل الصحفي إلا أنه يعرف ما قدمه للساحة الصحفية في بلادنا وما وصلت إليه صحيفته التي غادرها قبل عامين وهي في أوج نجاحها، بل لعلها الصحيفة الأولى في البلاد، وكنت أتمنى لو أنه فسر لنا المقصود من حبه للمال وكيف عرف المناع!! ثم الخط الأحمر الآخر وهونيله من عدد ممن عملوا في مراكز قيادية في اقرأ والبلاد وبعضهم غادر الدنيا، ووصفهم بصفات لا ترضيهم ونال منهم بطريقة غير مقبولة، وأسأله لماذا لم يذكر أسماءهم صريحة مثل صديقه محب المال؟ والثالثة قوله إنه كان يعتمد على مصحح في اقرأ ليراجع المقالات والأعمال الصحفية خوفاً من نشر ما يمكن أن يؤدي لإيقاف المجلة أو رئيسها، وفي هذا عدم ثقة بالنفس لا تتفق مع خبرة وقيمة الدكتور "رئيس التحرير"، أما الوقفة الأخيرة فهو ما ذكره من أن الأستاذ محمد الحساني والزميل محمد الفايدي قد خدعاه في مقال (مركز مكة الطبي) الذي أودى بالمناع نهائياً، بينما الحساني يؤكد غير ذلك ويقول إنه قدم المقال للمناع وهو المسؤول عنه، وأسأل كيف لكاتب يمكن أن يخدع رئيس التحرير بالاشتراك مع أحد المحررين في المطبوعة وأين مسؤول التحرير؟ هذه وقفات سريعة وهناك غيرها لا تتسع لها المساحة المخصصة للمقال وربما عدنا مرة أخرى خاصة والدكتور يعرف أن اختلاف الرأي مطلوب وأنه قال رأيه وعليه أن يستمع للناس وهو ما لا يقلل من قدره لدينا. [email protected]