تحت شعار "اللهم بارك لنا فيه ، وزدنا منه - الاحد 4 يناير الجاري" احتفل بعضهم باليوم العالمي - الوطني لشرب الحليب للسنة الثالثه على التوالي ، بعدما تبرعت شركات الألبان (كما يبدو) بعبوات الحليب مجانا ، لدعم مبيعاتها مستقبلا ، " فرح المخلفون من الأعراب " بحضور وزراء الصحة والزراعة وغاب عنها وزير التربية (لارتباط مسبق) كما تناقلت الصحف ، في ظل وجود هكذا دعم ، ورعاية رسمية ، ما هي الحاجة الى النظر في اي جوانب اخرى من استراتيجية الوطن الغذائية ، وبعيدا عن معادلة لتر لبن / حليب يكلفنا ست لترات من الماء ، ونحن بلد يعاني من العطش ، ووزارة المياه ومن خلفها وزارة الزراعة بدون استراتيجيات مستقبلية ، حتى دراسات شركة بكتل الاميركية التي اعدت قبل اكثر من ثلاثين عاما لتأمين مياه الشرب والكهرباء (اوصت بضرورة قيام شركات تحلية الماء ، توليد الطاقة على الشواطئ) اهملت اهمالا متعمدا، صناعة الالبان مثل زراعة القمح وغيرها تهدر المخزون المائي الذي تناقص في السنوات الاخيرة ، ولن يتم تعويضه على مدى العشرين عاما المقبلة ، واستراتيجية الزراعة الوطنية غير موجودة ، بعدما رفضت ، او أُرْجِئت لأسباب لم يعلن عنها حتى اليوم ، برغم ان القائمين عليها من المختصين وحاجتنا الماسة لها . كيف يحتفلون باغتيال ثروات الوطن ؟ ام ان للألبان والقمح حظوة وسطوة ، (استعرضوا الاسماء) ولن تبالي بغير مكاسب القائمين على صناعتها وزراعتها المكلفة ايضا ، الاولى تصدر الى اليوم الى دول الخيج باعتبارها صناعة وطنية ، والثانية سبق وان صدرت الى سويسرا ، هل تعثرت او تضاءلت جهود المخلصين والغيورين الى درجة عدم المبالاة عند غيرهم بثروات الوطن الناضبة ، ووزاة التخطيط آخر همومها ثروات ناضبة؟ الألبان بمشتقاتها ، القمح ، سوق الاسهم والاحتكار ، وربما غيرها كثير ، قضايا شائكة ، وحقول ألغام بدون خرائط ، تداخل فيها العام بالخاص في المصالح ، حتى ظن البعض ان الوطن " بازار " خاص بهم ، ولكن الى متى؟ ومن يدافع عن حقوق الأجيال المقبلة ، وحقوقها المهدرة؟ [email protected]