* ارتبط الحج قديماً بالمخاطر وصعوبة الطريق وانعدام الامكانيات وشح المياه والطعام لذلك كان الناس عندما يرغبون في القدوم الى الحج يدعون لأنفسهم ويدعو لهم من عرف برغبتهم في الحج ، يقولون لهم "يارب، حج ونجا" بمعنى قبول الحج والنجاة من المخاطر، اليوم الحاج يصل من بلده عبر رحلات جوية حتى "جدة" وينتقل الى مكةالمكرمة بواسطة حافلة مكيفة ويتجه الى المدينة وفي المدينتين المقدستين يختار السكن الذي يريده وفي المشاعر المقدسة في عرفات ومنى يجد الطعام والماء وكل ما يريده ، ولو عاد الحاج الذي ادى الحج الى ما قبل نصف قرن واكثر او لو عدنا الى ما سجلته كتب التاريخ عن رحلة الحج لوجدنا ان الحج كان "رحلة عذاب" محفوفة بالمخاطر لا يضمن معها الحاج العودة الى بلاده سالماً لعدم وجود الأمن الذي يعد أمرًا ضروريًّا في كل زمان ومكان، ما جعلني اكتب عن رحلة الحج ، والفارق بين الماضي والحاضر هو الجهود التي تقدمها اكثر من 17 وزارة لخدمة الحاج وتوفير خدمات الحج، واليوم يعد الحج رحلة دينية جميلة منظمة ويجد الحاج خلالها توفر ما يريده من امان وطعام وصحة رغم ان رحلة الحج تحتاج لكثير من الاستعداد النفسي وتوفر الامكانية المادية وهو ما اقترن بشرط الحج "الاستطاعة" لكن هذا الامر يغيب في رأيي ، وبحكم علاقتنا القديمة بالحجاج لتشرفنا بالولادة والسكن في مكةالمكرمة وجدنا ان كثيرًا من الحجاج يصل للحج وهو لا يملك الاستطاعة في الجسم او توفر "المال" وترى حجاجاً قاربوا التسعين او المائة وما زال يكرر الحج ويبقى "عالة" على من وصل معه من حجاج بلده وبعض هؤلاء كرر الحج لسنوات وما زال ، ومثله يشكل اعباءً على الخدمات منذ وصوله وسكنه في مكةالمكرمة او المدينةالمنورة او المشاعر المقدسة وفي الطواف والسعي وفي رأيي ان المملكة تستطيع ان تعرف الدول الاسلامية وغيرها من التي يصل منها حجاج باهمية الاستطاعة المالية والجسمية لان وجود هؤلاء بين الحجاج يحدث الكثير من الجهد على اجهزة الخدمات بأنواعها ومؤسسات الطوافة واكثرهم بقى طوال عمره بدون حج ثم جاء وهو يدخل عامه الثمانين او يزيد للحج، حج مبرور ومقبول ويارب حج، ونجا. [email protected]