دخل الشاعر سوق التمر للتبضع فرأى عجباً من حيث الباعة والوافدين وأساليبهم في التعامل فجاءت هذه الأبيات: جاء الشتاء وقد أعددت عدته=من البطاطين والاصواف واللحف ذهبت مستقبلا سوق الخضار معي=من العياقة زنبيل من السعف وكان في كمري بعض النقود لكي=لا اشتري حاجة بالدين والسلف وقد تجولت في سوق الخضار ضحى=تجوال ذي النخل او تجوال مخترف اقلب السكري اختار أطيبه=مما يجمل في تقديمه ويفي رأيت باعة تمر لست اعهدهم=والبيع بالغش والتدليس والحلف هم يرطنون بألفاظ مغمغمة=ومنطق عن كلام العُرْب مختلف يعطيك سعراً كما شاءت مطامعه=بلا نقاش وفي شيء من الصلف يقول تمري (تيقا) لا مثيل له=وفي حقيقته ضرب من العلف تمر القصيم ألذ التمر قاطبة=بعد الخلاص رضينا منه بالحشف هبت علينا رياح من هنا وهنا=من كل زاوية او كل منعطف شتى الثقافات إيجابا وسالبة=من كل ذي مظهر بالدين متصف والله يعلم ما في الصدر من وَحَر=وما بدا من سلوك شائن وخفي عصابة مافيا والمرء بينهم=كأنه كرة ترمى بلا هدف تفرعنوا دونما ردع يؤدبهم=ولا رقيب على الاسعار وا أسفي ردُّوا الى التمر شيئاً من هويته=فانه ضائع في كف مختطف وسعودوا سوقه ما دام يمكنكم =فوراً ولا تدعو التنفيذ للصدف فلاحة التمر ثم الاتجار به=كبيرق سلف أداه للخف تجارة حرة والله باركها=اذا تمارس بالاخلاص والشرف لا يقرب السوق من لا يعرفون له=لو يبلغ الحال بالمحصول للتلف من يجهل الصقر يشويه ليأكله=كمايقولون في الامثال من سلف وصد نفسي يا ربعي وآلمها=ان الرفيق بقولي غير معترف كيف الاجانب خشُّوا في خصائصنا؟=كما الجراذين ترعى داخل الغرف رجعت للبيت والمشوار اجهدني=وقد حملت كراتيني على كتفي وضيقة النفس تبدو من مشاهدتي=ومن عبوسي وتقطيبي ومن قرفي فاستقبلوني عند الباب اجمعهم=وراقبوا محتوى الكرتون في شغف وقد اعدوا لشاي العصر متكأ=أمامه نصبة بالتل والكلف ورشرشوا الأرض حتى لا غبار لها=وفرشوا لي فناء الدار بالخصف وشدد البرد مما شقت وطأته=من واقع وكلام غير مؤتلف هذي مقاديرنا ماذا نقول لهم=الوقت من طرف والناس من طرف صبراً على بردنا حتى نهايته=وللأجانب حتماً وقت منصرف يستاهل البرد من ضاعت عباءته=يبقى كديكٍ اوان البرد مرتجف