يأتي اللقاء الأبوي لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية مع إخوته من رجال الفكر والأدب والثقافة وأساتذة الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة وأبنائه الطلاب مساء هذه الليلة في رحاب الجامعة مؤكداً سموه الكريم أن تواصل ولاة الأمر هو امتداد لسياسة الأبواب المفتوحة مع كافة المواطنين مجسدين بذلك معنى التلاحم الوطني والتماسك الاجتماعي في حوارات الشفافية ووضوح الرُّؤى على غرار هذه اللقاءات لتقوم جامعاتنا بدورها التربوي والأكاديمي معاً في تصحيح مسارات بعض شبابنا وهي مسؤولية لم تعد ترفاً في ظل متغيرات ومستجدات نرى انه من واجبنا كمجتمع يدرك مسؤولياته كاملة ويؤمن برسالته الإنسانية اقتداءً بسيد الخلق أجمعين سيدنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم والذي قاد خير الأجيال وأفضلها نقاءً وطهراً من مجتمع المدينةالمنورة " عاصمة الإسلام الأولى " بعد أن أرسى قواعد دولته الإسلامية ليس بالسهام والحراب والنبال والقتل وسفك الدماء وإنما بالرأفة والرحمة والتآلف لتنطلق دعوة الحق في أرجاء الأرض المعمورة ويستشعر الناس المعنى الحقيقي لسماحة الدين الإسلامي بوسطيته وشموله جميع مناحي الحياة ويقف عزيزاً شامخاً أمام كل الرياح العاتية التي حاولت جاهدة فيما مضى أن تقتلع أوتاد خيمته الثابتة ولكنه بقي صامدا بعزة الله وصدق نوايا المخلصين من قادته ورجاله وأبنائه الذين ذادوا عنه بالنفس والنفيس تحت قيادة رسول الأمة محمد صلى الله عليه وسلم ومن بعده الخلفاء الراشدين ومن ثم القادة الإسلاميين في ثبات دائم ووحدة كلمة وقوة إرادة وولاء لقادته وهذه معايير النجاح لوحدة الصف والجماعة التي نحتاجها اليوم أكثر من أي زمن مضى دون إعطاء الفرصة لكل من أراد أن يخترق صفوف تلك الجماعية المتجانسة مطبقين شريعة الإسلام فالتجاوز هنا يعني أن هناك خطرا قادما لابد من الوقوف أمامه وإلا هلكت الأمة وأصبحت غير قادرة على الدفاع عن وحدتها وسيادتها على أرضها والعيش بالكرامة التي وجدت من أجلها ولهذا توالت انتصارات الإسلام وامتدت الفتوحات في كل الاتجاهات تنشر سماحة هذا الدين ونظمه الإنسانية الصالحة لكل زمان ومكان ولست بصدد التساؤل ما الذي حل بأمتنا بعد أن تضاءلت انتصاراتها وفقدت فيما بعد الكثير من هيبتها والحفاظ على مكتسباتها المادية والحضارية وما جرفته مياه الأنهار وأحرقته لهيب النيران من مخزون فكري وموروث تاريخي في شتى العلوم الحياتية والمعرفية سجلت بأسماء أصحابها من علماء الأمة في أضخم مكتبات عرفتها عصور التاريخ ولسنا مسؤولين كأجيال عن تلك الأسباب مهما كانت ضخامتها نحن مسؤولون الآن عن فترة زمنية في حاضر أيامنا وبين أيدينا كيف نحافظ عليها وكيف تتحد أفكارنا في ردع شرور نفوس بعض من أعمتهم البصيرة وانخرطت بهم الأقدار لينزلقوا وراء أهواء النفس الأمَّارة ويقعوا تحت تأثير تيارات فكرية هدامة ليكون دورنا باجتماع الكلمة وسلامة المقصد محاربة هذه الفئة الضالة ومن ينغرس بيننا منهم مهما كانت توجهاته وأطروحاته لأنه لاوقت لدينا أن نعيش في صراعات دائمة تفرِّق ولاتجمع بهدف شتات وحدة الأسرة والمجتمع وهي مسؤولية جسيمة نضعها أمام شبابنا ورجال الفكر في مجتمعنا المحلي ومجتمعنا الإسلامي كافة على امتداد خارطة العالم لنعيش الأمن الفكري بأبعاده ومعطياته وتكون انطلاقاتنا تحت ظلال هذه الجامعات وقادة فكرها كما هو هذا المساء بنسماته الهادئة نستلهم تاريخنا العريق في رحاب الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة وهذا اللقاء التاريخي مع رجل الأمن الأول صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية الذي قاد أمننا الفكري بشجاعة نادرة في أصعب الأحداث التي مر بها الوطن وكان النجاح حليفه والنصر ديدنه والإرادة منهجه والعزيمة عدته وعتاده ليبقى نايف بن عبدالعزيز الرمز الوطني مثلا يحتذى في أسلوب إدارته وتأثيره المعنوي على رجال وقادة وزارته بخططها الأمنية والإستراتيجية فإدارة الحشود باتت سمة العصر في بلادنا وهاهي وفود الحجيج من ضيوف الرحمن بين مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة تستمتع بأرقى الخدمات وتذليل العقبات أمامهم لأداء فريضة الحج بيسر وسهولة وهو الهدف الأسمى الذي حرصت عليه قيادتنا السعودية بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظهما الله وأقف هنا مشيدا بتصريح معالي مدير الجامعة الإسلامية الأستاذ الدكتور محمد بن علي العقلا في مؤتمره الصحفي الذي عقده ظهر الأحد الماضي وترحيبه الصادق ومنسوبي الجامعة من أساتذة وطلاب بمقدم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز والاستماع لتوجيهات سموه السديدة لكل مايعزز هذه الأهداف النبيلة لحماية المجتمع أمنياً وفكرياً . [email protected]