ورشة العمل التي عُقدت في جدة برعاية معالي مدير الجامعة الإسلامية الأستاذ الدكتور محمد بن علي العقلا بمشاركة خمسة وثلاثون باحثا أكاديميا وعدد من العلماء ووزراء وأعضاء من مجلس الشورى وكبار المسؤولين المهتمين بقضايا الفكر والشباب كما ذكر رئيس الفريق العلمي للدراسة الدكتور عبدالرحيم المغذوي هذه النخب الفكرية المعنية بدراسات مُتعَمِّقة في مثل هذا المستوى لابد أن تكون توصياتها ونتائجها تعكس الصورة الإيجابية المُثلى التي يُفترض أن يكون عليها شبابنا كما هي ثقة قيادتنا السعودية في أبنائها وتوجهاتهم وأفكارهم والأخذ بآرائهم وتوظيف قدراتهم في مجموعة من الأطر المنهجية لخلق نموذجا عمليا لمسارات وطنية مستقبلية تواكب الواقع وتعالج القضايا الإنحرافية التي شكَّلت هاجسا كبيرا لدى المعنيين من التربويين والمثقفين وقادة الفكر بجامعتنا السعودية للمزيد من التأمل والتخطيط العلمي الذي ينبع من أفكار الشباب لاتخاذ الحلول الجذرية لمواجهة الأفكار الضالة التي ذهب ضحيتها العديد من أبنائنا الذين انجرفوا وراء أعداء الأمة والوطن وبدرجة عالية من التشدد وإذا كانت المدينةالمنورة قد تميزت منذ انبثاق فجر دولة الإسلام فإنها الآن أكثر تميزا بحراكها الديني والثقافي كإحدى منارات الإسلام بعد مكةالمكرمة التي احتضنت معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج التابع لجامعة أم القرى وهو ما يدعوني للمطالبة بتأسيس معهدا مماثلا يحمل اسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للمعالجات الفكرية لظاهرة الإرهاب مقره الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة يضم كادرا من المتخصصين والباحثين واستوديوهات لبرامج تلفزيونية وإذاعية يتم بثها على مدار الأسبوع كما يمكن التعاقد مع بعض الفضائيات لنقلها مترجمة بعدة لغات لأن الانحرافات الفكرية لم يكن مقصودا بها وطن بعينه وإنما ظاهرة عالمية فمن أولي اهتمامات الجامعة الإسلامية التي نالت بها ثقة القيادة السعودية ممثلة في معالي مديرها وأركان إدارتها وأعضاء هيئة التدريس باستثمار الجاليات الإسلامية التي تتمتع بكامل الرعاية من تعليم جامعي وعالي ولاشك أنهم يحفظون هذا الجميل للمملكة العربية السعودية ويشاركونها في القضاء على ظاهرة الأفكار الإرهابية العالمية بنقلهم الصور الذهنية لصفاء العقيدة وسماحة الإسلام لبلدانهم بعد تخرجهم أو أثناء قضاء إجازاتهم السنوية والمناخ الذي تعيشه المدينةالمنورة بروحانية فريدة وإدارة حكيمة لأميرها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز الذي أضاف لهذه المشاهد الإيمانية بُعدا فكريا وحراكا تاريخيا تنعم به مدينة الإسلام الأولى . [email protected]