يصعب لمن يتردد على مصر أن ينسى أو يتناسى مشروع القراءة للجميع، وتعد السيدة الفاضلة سوزان مبارك أول من أشرفت وقادت بجدارة أهم مشروع ثقافي وطني معاصر في مصر (القراءة للجميع) منذ بدايته في عام 1421ه (1991م) وحتى اليوم. فالمشروع يهدف إلى زيادة المعرفة بأهمية القراءة للحياة, وضرورة الاستزادة من مختلف فروعها من خلال سلسلة الإصدارات والسلاسل والكتب طوال العمر، والتشجيع على القراءة الحرة، ورفع الوعي الثقافي، والانفتاح على الثقافات المتعددة. واتاح المشروع ذاته لعشاق القراءة والاطلاع والمعرفة أن يمارسوا هوايتهم المفضلة بعد أن بدأوا الابتعاد عنها، بسبب الارتفاع الجنوني في سعر الكتاب الذي لا يكلف كثيرا إذا طبع بكميات كبيرة. وقد أضافت منذ نشأة هذا المشروع العملاق لعقل الإنسان المصري وفكره أكثر من أربعين مليون كتاب تمثل أكثر من ثلاثة آلاف إصدار. كما أقامت السيدة الفاضلة حواراً مع العقل المصري مباشرة من خلال الأنشطة المواكبة للمشروع كالندوات والمعسكرات والفاعليات والمكتبات شارك فيه المصريون من اسوان الى رشيد ورفح للسلوم، بورسعيد لحلايب وشلاتين. واتخذت قرارا بتحويل مهرجان القراءة للجميع الى مشروع قومي يستمر طوال العام بعد أن كان مرتبطاً بشهور الصيف فقط (يونيو ويوليو واغسطس) بهدف خدمة القراءة إلى المواطن المصري في كل مكان في مصر على امتداد شهور السنة الاثني عشر كلها مما سيكون له أثره الإيجابي في زيادة نسبة القراءة. لعل هذا المشروع العملاق أن يحول (القراءة) إلى عادة لا يمكن التخلي عنها، وذلك من خلال تفعيل دور المنزل (البيت) والمدرسة (دور للعلم والمعرفة) ووسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، فعلى الآباء والأمهات الاهتمام بإنشاء مكتبة المنزل وعلى المدرسة أن تعيد حصة المكتبة للجدول الدراسي (المدرسي) ولجميع المعلمين وليس معلمي اللغة العربية, للقضاء مع الوقت على إدعاءات البعض باننا أصبحنا أمة لا تقرأ. هل نقرأ أو نسمع عما قريب أن يتحول هذا المشروع العملاق إلى منظمة أو هيئة أو مؤسسة عربية للقراءة يتولى أمينها العام كل ما يتعلق بعالم القراءة؟