٭٭ كلما حضرت مناسبة عامة ورأيت هذه الحشود من اخواننا الوافدين من كل قارات الدنيا، وهم يقودون العمل فيها، اضرب يداً بيد على ما يسمى ب"السعودة" هذه المفردة "الغلبانة" التي ذبحناها مناقشة وتحليلاً حتى تقطع جسدها، وتفرق لحمها، ولم يعد منها سوى الهيكل العظمي، ونفس الشيء عندما اشاهد المحلات التجارية بكل انواعها، واجدها تدار بجيوش الاجانب، الذين يتكلم القليل منهم العربية، والكثرة بينهم يرطنون بلهجاتهم ولغاتهم الخاصة، اصاب بذات الدوار، واقول ما يقوله غيري من ابناء الوطن، اين وزارة العمل؟ واين خطط احلال السعوديين مكان الوافدين؟.. وكيف حال البطالة؟ ٭٭ في هذه المسألة لسنا بحاجة الى ان تتحفنا وزارة العمل باحصائيات ولا بخطط، لان عيوننا اكبر شاهد على الانجاز، ولك ان تقلّب بصرك يميناً وشمالاً لترى كم هم السعوديون الذين يديرون المؤسسات الخاصة عندنا، وهذا يغني عن كل احصائية قد تكون معلبة، او لمجرد ذر الرماد في العيون، والعيون كما يقال شواهد على الحدث، وشواهد على ما يجري في الميدان، بشكل عفوي لا يحتاج الى ان ترافقها احصائيات. ٭٭ ويظل من الغبن الكبير، بل اقول وبصراحة ان من القهر ان تجد ابناءك وبناتك في البيت الواحد بدون عمل وبدون وظيفة يقتات منها، بينما ملايين الوافدين يأكلون من خيرات بلادنا، ونحن نتجرع الاسى.. فمن الذي حرم ابناءنا وبناتنا من العمل والوظيفة في بلد بترولي غني، وفيه ملايين فرص العمل، وقد ذهبت الى الأخ الوافد لقمة هنية سائغة ولذيذة، في وقت كان يجب على وزارة العمل ان "تكيّف" برامجها وخططها مع كل الجهات الاخرى المسؤولة، بحيث تكون فرصة العمل والوظيفة متاحة لكل شاب سعودي، ولكل شابة سعودية، بدلاً من تقاذف المسؤولية بين الجهات الرسمية، وكل جهة ترمي المسؤولية على الجهة الأخرى، وفي النهاية "تتزحلق" مطالبات وطموحات الشباب والشابات الى الهاوية، دون ان تجد من يسمي عليها!! ٭٭ وزارة العمل هي في الواقع المسؤول الأول عن وجود البطالة في البلد، وهي المسؤولة عن ايجاد حلول لها، ويجب عليها، بل هو من اهم تحدياتها ان تضع النقاط على الحروف، وان تجلس مع الجهات الرسمية والأهلية - ضمن برامج وخطط مدروسة - على طاولة واحدة، لوضع حلول سريعة آنية قريبة، واخرى بعيدة لمشاكل البطالة.. ويجب على الوزارة ان تكون شفافة في تحديد العراقيل التي تحول بينها وبين تحقق المراد والمطلوب في هذا الشأن. ٭٭ اعرف ان طموح الوزارة كبير، وامانيها عريضة، وتطلعاتها واسعة وغزيرة، ولكن كل ذلك لا يكفي، ما لم يتم اعداد خطط مبرمجة للقضاء على البطالة المحلية، بشكل نهائي وبصورة تبعث على رضا كل السعوديين.. وفي تقديري الشخصي ان فرص العمل في البلد كثيرة جدا، وهي لا تكفي الذين لم يجدوا عملاً حتى الآن وحسب، ولكنها وبدون مبالغة تكفي كذلك لان يكون لدى كل مواطن سعودي وظيفتان اثنتان، اذا اراد "!!" واحدة صباحاً والأخرى مساء.. ولم لا وبلدنا ما زال في طور النمو، والبنى التحتية وانفتاحها على العالم هو الآخر في اقوى واكبر حالاته.. اما ان نرى سعودياً او سعودية ومعها شهادة من المدرسة أو الجامعة، وبدون عمل، فاسمحوا لنا يا وزارة العمل ان كل الجهود ما هي الاّ مكانك سر في اقل الفروض!! [email protected]