قلت لجاري ولما نغادر مصلانا بعد صلاة الفجر : المعروف أن المؤمن إذا تقدمت به السن صار أكثر حرصا على العبادة عامة، وعلى الصلاة خاصة، إذ تقل حاجته إلى النوم، فيبادر إلى المسجد أول الوقت، وينشغل بالذكر وقراءة القرآن، وقد أخذ مكانه خلف الإمام في الصف الأول ! ،لكني وإياك عكس ذلك يكثر أن نتم صلاتنا رغم أن بيوتنا محيطة بالمسجد ! إذ يبدو أن كثرة جنودنا لم تنفع في الحراسة واليقظة !! قال جاري : بل ألهونا " لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله " . قلت : ولعلهم دلعونا ! وأنا أقصد الجبهات العديدة التي يحارب فيها ..في الوقت الذي أكاد أنهزم في جبهة واحدة !! والتمسنا أعذاراً أخرى لهذا التخلف الذي أصابنا حيث ينبغي أن نكون في المواقع المتقدمة ..مثلصوت المكيفات الذي يضعف وصول صوت الأذان مع اغلاق الأبواب، وسهر الأولاد حتى الفجر مما يمنع النوم المبكر، والمزعجون في الشوارع الذين ينامون مع الديك المؤذن للصلاة ولا يصلون ! حسب تعبير جاري . فقلت : هذه صحبة حسنة لهم، غير أن احد الصالحين كان يقول : يسهرون مع حارس الليل حتى إذا طلع الفجر نام وناموا !! وهناك سبب آخر ذكره ناصح لي قبل يوم في تشخيص حالتنا المرضية هذه، فقال : عندما كان منزلك بعيدا كانت الركعة لا تفوتك، ولما سكنت قرب المسجد كثرت الركعات الفائتة .وابتسم !! فعرفت أن القرب أعطى شعوراً مخدراً ومضللاً بالأمان، سقاه ابليس، وتقيأت النفس ظلال شجرته فأثمرت تواكلاً وتكاسلاً، فلا نقوم حتى نسمع الاقامة وبذلك تفوتنا السنة القبلية غالباً، ولا نكاد ندرك الركعة الأولى إلا لماما !! أما الذي لم نذكره مما ينبغي ذكره فهو ملء " ألبوم " الصور في دواخلنا بما في شاشات الفضائيات من صور تضر ولا تنفع، والملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة او كلب، فأعنا بذلك الشيطان فغلب داعي الشر داعي الخير !