قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ، فإن كانوا في القراءة سواء ، فأعلمهم بالسنة فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة ، فأن كانوا في الهجرة سواء ، فأقدمهم سناً ولا يؤم الرجل الرجل في سلطانه ، ولا يقعد في بيته على تكرمته إلا بأذنه " وفي لفظ : " لا يؤم الرجل الرجل في أهله ولا سلطانه " رواه أحمد ومسلم . والإمام أو الخطيب وان رأى منكرا ليس له الحق بالتغير باليد أو التحريض على ممارسة التغيير باليد وآلا عمت الفوضى أرجاء البلاد وهلك العباد ويجب على الإمام أن يحرص على أن لا ينقل في خطبه أخبارا أو ينتقد مخالفات شرعية إلا متأكد منها وان لا يعتمد على السمع والقول به عن جهل وأيضا أن كان نقده يثير بلبلة وفوضى عليه إرجاع الأمر إلى أهله لان القصد العودة إلى الحق وإحقاقه وليس القصد التشهير والتحريض والمنكر الذي لا تغيره الخاصة لن يغيره العامة لان أمور المسلمين جعلها الله بيد ولي الأمر واستأمنهم عليها وهناك سلطات تشريعية وسلطات تنفيذية وهناك جهات دعوية وإرشادية تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر والأمر بالمعروف مقدم على النهي عن المنكر لأنه المسلم إذا زرعنا في نفسه الفضيلة فالرذيلة لن تجد لها مكان ولا مكانة في نفس المؤمن ولو ترك الأمر على الغارب وصار المنفذ مشرع والمشرع منفذ واستخدم الكل سطوته لاختلط الحابل بالنابل وعمت الفوضى بل في هذا إيقاظ للفتن والله جل في علاه قال في آية " والفتنة أكبر من القتل " وقال عز و جل في آية أخرى " والفتنة اشد من القتل " وروى أحمد عن أبن عباس رضي الله عنهما أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ دبر كل صلاة من أربع يقول ( اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر اللهم إني أعوذ بك من عذاب النار اللهم إني أعوذ بك من الفتن ما ظهر منها ما بطن اللهم إني أعوذ بك من فتنة الأعور الكذاب ) ولذلك قرن الحبيب صلى الله عليه وسلم شرط أقرؤهم لكتاب الله بشرط العلم بالسنة والقدم في الهجرة " وهذه تخص زمن الرسول صلى الله عليه وسلم " والقدم في السن .لان العلم بالسنة بعد تجويد القرآن فيه إكمال معرفة حقائق الدين وأهدافه وكيفية تحقيقها ووقت ومكان تحقيقها والسنة الشريفة المصدر الثاني للتشريع الإسلامي والسن كلما تقدم بالإنسان كسبت النفس زيادة في التهذيب والتأدب مع خالقها ونبيه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وحسن الله بالكبر خلق صاحبه بأمر الله والإمام يجب أن يكون قدوة للمأمومين وأهل الحي بخلقة وحسن أخلاقه وطلبه للعلم وحفاظه على أمانة إمامته من تواجد وحضور بما يرضي الرب عنه سبحانه وتعالى وبالشكل الذي ينجيه أمام الله من المسؤولية العظيمة التي قبل تحملها في الدنيا فليختار الإمام لنفسه ما تشتهيه نفسه من نعيم يوم القيامة وهو مقرون بكيفية تأديته للأمانة . وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجرا من أحد سواه oalhazmi@islamway .net فاكس 6286871 ص .ب 11750 جدة 21463