يقول الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه : " ميدانكم الأول أنفسكم فإن انتصرتم عليها كنتم على غيرها أقدر، وان خذلتم فيها، كنتم عن غيرها أعجز، فجربوا معها الكفاح أولاً " . الانتصار على النفس أعلى وأغلى صفة يتحلى بها الانسان وهي صفة الافذاذ من الناس، كان خير من تحلى بها سيد الخلق ورحمة الله الى العالمين .الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه كان يأخذ نفسه ويشدد عليها لكي لا تخرج من دائرة الانتصار عليها، فكان القدوة في الصبر على البلاء وكان القدوة في عدم التبرم او الضيق مما كتبه الله، لا يجزع من قدر ولا يضيق بكرب، انما يتوجه إلى الله طالباً رفع البلاء والتماس العون منه على تحمل ما كتب وقدر ..وكان أصحابه من حوله يقتدون به لأنه صلى الله عليه وسلم المعلم والمرشد والسراج الذي ينير لهم الطريق فاسترشدوا بهديه ونهجوا على منواله، فصبروا على قسوة الحياة ولم يجزعوا، فلم تزدهم كرب الحياة الا قوة في كبح جماح النفس فكانوا النجوم في سماء الحق والعدل ..انتصروا على النفس فكتب لهم النصر على كل ما سواها ..اقبلوا على الدنيا يأخذون منها بقدر احتياجهم ولم ينسوا نصيبهم من الآخرة ..فكان التوازن في الحياة والعدل بالقصاص من النفس قبل توقيعه على الغير . دعاء : " اللهم انصرنا على أهواء النفس ونجنا من الوقوع في حبائلها ولا تخذلنا في مواجهتها " ..