في ملتقى أبها الثقافي الذي تم عقده نهاية الأسبوع الماضي وحضره عدد من المثقفين والمثقفات من داخل وخارج المنطقة، شهدت قاعة عسير نقاشات ومداخلات فاقت سخونتها درجة حرارة المكان رغم زخات المطر الذي كان يتساقط على فترات متقطعة خارج القاعة. مما دعا الأمير فيصل بن خالد إلى توجيه إدارة فندق قصر أبها بزيادة درجة برودة التكييف.. وزيادة فترة المداخلات. وهو ما شجع المشاركين على إشعال وتيرة الحوار حول واحدة من أهم قضايا الوطن التي كان قد تم اختيار محاورها تحت شعار "الشباب ومتطلبات المستقبل". ورغم الاطروحات المتعددة واختلاف وجهات النظر وما صاحبها من خروج عن النص إلاَّ أن جميع جلسات الملتقى قد جسدت المرحلة المتطورة من الشفافية التي يشهدها الرأي العام في المملكة بكل طبقاته وأطيافه بعيداً عن هاجس الخوف. ولكنه كان في إطار الانضباط.. وهو ما أكده أمير منطقة عسير فيصل بن خالد الذي قال: إنه كان حواراً شفافاً ومؤدباً. ثم ذهب إلى ما هو أبعد من كل التوقعات في جرأة الطرح ، حين أضاف قائلاً: أعترف أن هناك نقصاً في الخدمات التي يتم تقديمها للمواطنين في جميع مناطق المملكة وعزا السبب في ذلك إلى أن هناك مسؤولين لا يريدون النزول من "أبراجهم العاجية" لتلمس احتياجات المجتمع على الطبيعة وهو ما يفقدهم الاحساس بمعاناة الآخرين. وفي حين غاب المسؤولون عن المؤسسات التي لها علاقة مباشرة بقضايا الشباب عن ملتقى أبها وهذا الكلام من عندي وليس استمراراً لكلام الأمير.. إلاَّ أن وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين قد سجل حضوراً مميزاً وإن كان لم يتحدث بشيء وآثر الصمت رغم كل ما واجهه من انتقادات لوزارته التي مازال يتعرف على أقسامها كوزير جديد لا علاقة له بمحور القضية الخاصة بمستقبل الشباب بقدر ما هو مسؤول عن "الشيَّاب" في الضمان الاجتماعي وشريحة الفقراء!! ومع ذلك قال لي خارج القاعة أنني سعيد جداً بكل ما سمعته من الجميع حتى وإن كانت بعض الاتهامات غير صحيحة. قالها بعد أن قلت له: لقد اشفقت عليك اليوم يا معالي الوزير. ثم أردف قائلاً: لا أريد أن أجلس في مكتبي قبل أن أعرف الكثير عن قضايا المجتمع على الطبيعة. والتي تتعلق بوزارتي. حينها قلت في نفسي وأظنكم أنتم أيضاً سترددون معي ليتهم كلهم يوسف. وبالتالي فإن ما قاله الوزير العثيمين يؤكد ما ذهب إليه الأمير فيصل بن خالد في هذا الجانب. هنا يبدو أنني لم أتحدث بعد عن ما جاء في الملتقى الذي تشرفت بالمشاركة فيه على أن أعاود الكتابة عنه لاحقاً.. غير أنني أتمنى أن يمتد فتح باب النقاش في ندوات أخرى حول نفس محور القضية "الشباب ومتطلبات المستقبل" وذلك بحضور المسؤول الأول عن العمل الوزير غازي القصيبي.. خاصة أن البطالة هي أم وأبو مشاكل الشباب والشابات.. بل أختهم وخالاتهم وبقية الأقارب والجيران وهي الحاضنة للانحراف!!. ناصر الشهري [email protected]