عند إعلان أسماء الناجحين في الصحف المحلية هذا العام اختفت عبارة لم ينجح أحد حيث تعودنا على قراءة هذه العبارة عند نشر أسماء الناجحين في بعض المدارس حيث كان النجاح وتحصيل الدرجات مرهوناً بمدى اهتمام الطالب بالجد والاجتهاد واستحضار الدروس ومتابعة المعلم اثناء الشرح وبذل المزيد من الجهد في المذاكرة قبل بدء الاختبار بوقت كاف . ولكن بعد تطبيق آلية التقويم المستمر في المرحلة الإبتدائية والذي لم يطبق كما ينبغي وإلغاء مركزية اختبارات الثانوية العامة وإسناد وضع أسئلة الاختبارات لكل مدرسة فقد ظهرت بعض التجاوزات التي لم تخدم العملية التعليمية فبعض المعلمين والمعلمات آثروا نجاح كل الطلاب خروجاً من المساءلة وتوضيح أسباب فشلهم وتكوين لجنة لإعادة تقييم الطلاب الذين لم يوفقوا لأن النتيجة في النهاية لصالح الطالب مهما كان مستواه هذا بالاضافة الى عدم التحضير للدور الثاني . كما أن بعض المعلمين والمعلمات في المرحلة المتوسطة والثانوية لخصوا المنهج الدراسي في صفحة أو صفحتين وبعضهم حدد سؤالاً من سؤالين في بعض المواد وقد نشرت إحدى الصحف المحلية أن إحدى معلمات اللغة الانجليزية حددت قطعة من قطعتين في مادة التعبير وقد كشف أمرها صدفة من قبل إحدى المراقبات في صالة الاختبار حيث وجدت نسخة من الأسئلة مع إحدى الطالبات . ولعل هناك تجاوزات حدثت لم يعلن عنها ولا شك أن نجاح فلذات الأكباد أمر محبب للاسرة والمجتمع ولكن بشرط أن يكون النجاح مبنياً على أسس قوية وليس نجاحاً هشاً لا يقوى صاحبه على مواجهة الحياة العملية وسيفتضح أمره في ميدان العمل. وتقول إحدى السيدات تعليقا على آلية التقييم المستمر : إن طريقة التقييم طريقة عقيمة لا فائدة فيها . فإن كان الهدف منها هو إبعاد شبح الإختبارات عن الطلبة فما أجمل هذا الشبح مقابل شبح البلادة والجهل المعرفي الذي يعاني منه كثير من الطلبة والطالبات . والحقيقة أن معظم الطلاب لا يهتمون بمراجعة المادة الدراسية بقدر ما ينصب اهتمامهم على النجاح بالغش واستعمال البراشيم وغير ذلك . وقد تحقق لهم ذلك في ظل التساهل في وضع الأسئلة والتلميح والتصريح ببعضها حتى أن معظم الطلاب في بعض المدارس ينهون إجاباتهم لأصعب المواد كالفيزياء والكيمياء والإنجليزي في وقت لا يتجاوز الربع ساعة والنجاح 100 ٪ فبعض المعلمين بل أكثرهم يطبق مبدأ الظلم في العفو خير من الظلم في العقوبة لينتج عندنا طلاب لا يفقهون شيئاً من العلوم والثقافة العامة ولا يجيدون كتابة بعض الكلمات والعبارات الإنشائية بشكل صحيح . ورغم ذلك فالنتائج مبهرة ولكن فيها نظر وحسرة وندامة لجيل يسير نحو المجهول والخواء المعرفي . لقد استغل بعض ضعاف النفوس بعض الثغرات في آلية التقييم ووضع أسئلة الاختبارات . إننا نرجو من المسؤولين إعادة النظر في لائحة الاختبارات ووضع ضوابط للأسئلة ومنع التلميح والتصريح بالأسئلة وعدم تلخيص المناهج في صفحات معدودة من قبل المعلمين والمعلمات . والله المستعان . عبدالرحمن سراج منشي [email protected]مكةالمكرمة ص ب 25