مناسباتنا الوطنية عزيزة قريبة إلى نبض القلوب،نابعة من افعال الرجال وانجازات الأجيال، مطرزة بألوان الفرح الزاهية محفورة كالوشم في سجل العقول والقلوب، وكما هو الوطن السعودي غال ونفيس ، كذا هي اعياده ومناسباته، تنفعل بها الأعماق، وتشتاق الى رؤيتها العيون والأحداق، وتترقب حلولها فئات الشعب كله بتلهف واشتياق. قبل ايام قليلة كان الشعب كله على موعد مع باقة من أعياد الوطن ، بذكرى حبيبة على قلوبنا، هي الذكرى الثالثة أو العام الثالث لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود مقاليد الحكم في البلاد، هذا القائد الموهوب الذي جلس على عرش القلوب فأحتضنته القلوب وتبادلت معه ثنائية العطاء والوفاء، اعطى شعبه الاهتمام والعمل والجهد والتوجيهات الحكيمة، واعطاه الشعب الوفاء ممثلاً في الاستجابة الفاعلة لمتطلبات التنمية والاعمار، فأصبح الشعب والقائد يداً واحدة، تبني للغد، وتحارب الفقر والمرض وتسعى الى بلوغ الاهداف الكبيرة المتمثلة بالتأمين الصحي الشامل والسكن الكريم لكل مواطن، وارساء نهضة زراعية وصناعية شاملة. إن ذكرى الثالثة هذه هي ذكرى خالدة في النفوس والاحتفال بها يعني الاحتفاء بالانجازات الرائعة التي تحققت للمملكة العربية السعودية فشكلت نقلة نوعية في مسيرة حافلة حققت لنا موقفا مشرفا بين الأمم والشعوب، إن هذه الذكرى هو يوم من أيام الود السعودي، يوم من ايام الفرح والانجاز العميق الذي ما كان ليتحقق لولا حكمة القائد التي صنعت معجزة النماء والرخاء فقادت الوطن نحو مرفأ العزة والأمان. لقد تولى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الحكم ليحمل طموح السعوديين من عهد موحد المملكة جلالة الملك عبدالعزيز إلى معزز الدولة السعودية، الملك الذي يواصل الليل بالنهار وهمه الاول تأمين الحياة الكريمة لأبناء شعبه، ولعل الزيارات التي يقوم بها الى مختلف المدن والقرى تأتي في اطار اهتمامه بأحوال المواطنين حيث يحق لهذه المدن والقرى أن تزهو بمعالم الفرح والزينة وترفع الاعلام التي تعبر عن حب المواطنين لقائدهم، والتفافهم حول قيادته وولاءهم للعرش السعودي. كما اولى خادم الحرمين الشريفين اهتماما بالغا فيما يتعلق بالقطاع التعليمي فقد حرص على تطوير التعليم والارتقاء بمستواه وتجديد مخرجاته والعناية بالتربية الوطنية لبناء الوطن الواعي القادر على خدمة وطنه وامته. كما اهتم جلالته بتكنولوجيا المعلومات ورفع سوية المعلمين وتحسين ظروفهم، وتعزيز دور الجامعات كمنارات للإبداع، وحرية التعليم بعيدا عن التعصب والتبعية وتخريج الكفاءات القادرة على الأداء الجيد التي تهم في نشر العلم والمعرفة والتوعية الوطنية. أما الجيش السعودي، فقد شهد في عهده حفظه الله، نقلة نوعية شجاعة متطورة في مجال تسليمه، فأرض العديد من الاسلحة والتقنيات الحديثة المتطورة التي تخدم برامجه المستقبلية وتحقق الطموحات التي نرنو اليها جميعا، فكان وما يزال يقوم بدوره المميز في نشر الأمن والسلم. ولأن الملك عبدالله يدرك تماماً بأنه لا تنمية سياسية بدون تنمية اقتصادية، فقد دعا إلى تبسيط الحياة السياسية والهيئات والتركيز على دور الشباب كونهم فرسان التغيير.وتعزيز التعددية واحترام الرأي والرأي الآخر التي ستبقى صروحا ثابتة جيلا بعد جيل مما يجعل وطننا العزيز كبيرا بأهله وبنموذجه المتميز. ولا ننسى جولات خادم الحرمين إلى الدول الشقيقة والصديقة ولقاءاته مع قادة هذه الدول تجسيداً للمصالح القومية وانطلاقاً من المبادئ التي انطلقت من اجلها مسيرة التوحيد، في وحدة بلاد العرب واستقلالها حيث يبذل جهودا كبيرة على الصعيدين الوطني والقومي والدور المميز الذي اضطلع به في احياء التضامن العربي وتنقية الأجواء العربية وبناء موقف عربي موحد قادر على الدفاع عن المصالح العليا للأمة العربية. أما القضية الفلسطينية فهي تعيش في وجدان الملك عبدالله ويحملها معه في حله وترحاله ، فلا تكاد تخلو مناسبة إلا ويتحدث عن حق العودة للفلسطينيين واقامة دولتهم وعاصمتها القدس. وبهذه الذكرى يجدد السعوديون البيعة والعهد والولاء لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ايده الله، وهم عاقدون العزم والتصميم على مواصلة الخير والبناء بكل ثقة وهمة عالية للحفاظ على الانجازات والمكتسبات، والسير نحو الغد لتحقيق وعد المستقبل، فالكلمات عاجزة عن التعبير عن تلك الانجازات التي تحققت على يد السعوديين والتي تسبق الزمن ولا تهدأ لها حركة في قافلة تسير بسرعة صاخبة في وقت قياسي. فالاقلام تقف حائرة امام ماض عريق ومستقبل زاهر . فلن يوفيك التاريخ حقك أيها الوطن الغالي مهما سطر في صفحاته وحوى بعين طياته. تحية للوطن الكبير وقائد الوطن العظيم في الذكرى ا لثالثة بالبيعة الميمونة، ورحم الله الملك عبدالعزيز ال سعود قائد حركة توحيد المملكة العربية السعودية قبل أكثر من ثمانين سنة، وليبقى الوطن الكبير المبجل عزيزاً منيعا رافلاً بأثواب العز والمجد، ولتبق ارضه الخيرة مهداً للأعياد والمناسبات الوطنية العزيزة على مدى الدهور. عبدالحميد سعيد الدرهلي مدير عام وزارة التخطيط - متقاعد