كثيراً ما يلعب الخوف في مواجهة الصعاب دوراً هاماً في فشل الحياة العملية لكثير من الرجال.. فلقد قال مرة أحد رجال الأعمال الناجحين "إذا احسست انك قد فشلت في عملك الأول فلا تقنع بالاستسلام للأمر الواقع خوفاً من مسؤولية الحياة وتبعاتها فهذا الاستسلام سيجعل منك شخصاً خامل الذكر ضعيف الارادة. وهذا رأي سديد ولاشك، فالانسان دائما عرضة للنجاح والسقوط ويلزمه على الحالين أن يتحلى بالشجاعة الأدبية والجرأة على مواجهة الصعاب حتى يتغلب على المتاعب وينعم بالمستقبل الرغد السعيد. هذا يدلنا على أن بث الخوف في قلوب النشء في الصغر غالبا ما يكون عنصراًً هاماً من عناصر الفشل في الحياة . إذا خوفنا طفلاً من الاقتراب من النار أو حذرناه من الاقتراب من النافذة والتعرض لتيار الهواء فهذا لن يجعل الطفل جباناً الامر يأتي بالعكس فسيتعلم الطفل الحذر من الاشياء الضارة منه ثم يساعده ذلك على التميز بين الاشياء المخفية وغيرها . حتى إذا شب واكتمل لايكون عرضة لتسلط الاوهام الزائفة على ذهنه ولا الوقوع في براثن الخوف من شيء مهم غامض. وعلى الأم ألاَّ تلجأ مثلاً في تربية أولادها الى التخويف وأن تبتعد في نظام تربيتها عن الاوهام والخوف من المستقبل والجبن من مواجهة الاخطار ليشبوا أطفالاً ضعاف النفوس خائري العزائم لا يعتمد عليهم في أمور الحياة ولا يلجأ اليهم في الاستئناس بالرأي! لذا كان علينا أن نكافح الخوف إطلاقاً حتى نستأصله من نفوسنا ويكون ذلك بمواجهة الوقائع والثبات امام الشدائد والاستعداد الدائم للخوض فيما تجابهنا به الايام وان نحكم على انفسنا بالعزلة وتجنب الناس فإذا ماجاءنا أمر محتم الوقوع وقيل لنا ان نتيجته الحتمية عنيفة فنتسارع الى مواجهة تلك النتيجة بدلاً من ان تفاجئنا هي على غرة وعندئذ يهون كل شيء أمامنا وسنتعود الهزو بمهازل الحياة واحداثها لنكافح لاستئصال الخوف من أعماقنا نعرف كيف نعيش سعداءً وكيف نتمتع بحياتنا ولنذكر ان الحياة ذاتها تحتاج دائماً الى شجاعتنا وإقدامنا.