كشف موقع ويكيليكس عن مذكرة أعدتها السفارة الأمريكية في المملكة ؛ عن دور وسائل الإعلام العربية في تحقيق مآرب الدعاية الأمريكية ، كما أظهرت مدى الاهتمام الذي توليه البعثات الأجنبية في متابعة الشأن الثقافي والإعلامي في أدق تفاصيله في البلاد العربية عموماً . وكشفت البرقية - التي صنفت على أنها سرية - عن لقاءات بين دبلوماسيين وإعلاميين في السفارة الأمريكية في السعودية مع عدد من مسؤولي التحرير ومديري قنوات تلفزيونية سعودية ؛ لمناقشة الإجراءات التي أصدرتها وزارة الداخلية واعتمدها الملك السعودي ؛ ولا يلتزم بها الصحفيين - على حد تعبير الوثيقة - . وتحدث في اللقاءات أشخاص - لم تذكر أسماؤهم - عن أهمية الدور الذي تلعبه المسلسلات والبرامج الأمريكية المدبلجة التي تبث عبر ال mbc في تغيير ثقافة وتوجهات المجتمع السعودي ، في حين لم تستطع القنوات الأمريكية الموجهة للعرب التأثير بمقدار تأثير القنوات العربية . وذكر أحد المتحدثين السعوديين أن البرامج الأمريكية تحظى بمتابعة وشعبية في المجتمع السعودي ، حيث يتبين مقدار البرامج والأفلام الأمريكية التي تحتلها على مدار اليوم في نظرة للدورة البرامجية لشهر ديسمبر مثلاً . وأشار إلى تأثير هذه الأفلام والمسلسلات الغربية على المجتمع ، فلم يعد في أنحاء المملكة بدواً ، بل أطفال بلباس غربي - على حد تعبيره - . وأوضح مدى التأثير الهائل لهذه البرامج الأمريكية على المجتمع السعودي والمتمثل في حالة الانبهار بالثقافة الأمريكية وتمني السفر والدراسة إلى الولاياتالمتحدة . وقد ذكرت الوثيقة أن البرامج الأمريكية على قنوات " روتانا " وال " mbc" سجلت تفوقاً في اجتذاب المواطن السعودي العادي ؛ أكثر مما سجلته القنوات الأمريكية مثل قناة الحرة - والتي تصرف عليها الملايين - . من جهة أخرى وصفت البرقية المتحدث في اللقاء بأنه يعتبر الجيل المساند للولايات المتحدة - على حد وصف البرقية - ؛ من الذين أكملوا تعليمهم فيها ، وحصلوا على درجات جامعية في الصحافة ، ويتولى مهام تحريرية . واستناداً إلى أقواله تتبنى أحد مؤسسات الأبحاث والنشر النمط الغربي لتعزيز الأفكار الحداثية لتغيير المجتمع . وقد أشارت البرقية لأكثر من لقاء بين دبلوماسيين أمريكيين مع إعلاميين سعوديين في الرياضوجدة في أماكن وأوقات عديدة .