قلل الأستاذ ممدوح سالم الناقد الثقافي والسينمائي من حجم التأثيرات التي تحدثها المسلسلات التلفزيونية الأمريكية والغربية على الشباب العربي، وخصوصًا الشباب السعودي، يأتي ذلك بعد نشر موقع “ويكيليكس” رسالة جاءت على شكل برقية من القنصلية الأمريكية في جدة إلى المسؤولين في واشنطن، وتؤكد أنّ المسلسلات التلفزيونية الأمريكية التي تلعب فيها دور البطولة ممثلات ك “جنيفر آنيستون”، أو “إيفا لانجوريا”، تلقى رواجًا كبيرًا هناك، ما يقلل من “تأثير الأفكار الجهادية” على الشباب في السعودية على حد تعبير البرقية. ويرجع سالم انتشار الفن الأمريكي والذي يشمل المسلسلات والأفلام بين شرائح مختلفة في العالم العربي، وخصوصًا الشباب، إلى الانفتاح الذي يشهد العالم ككل، فما دمت أنت في الفضاء المفتوح فإنّك تستطيع أن تشاهد الأفلام التي ترغبها، مؤكدًا في الوقت نفسه أنّ حجم تأثير هذه الأفلام لا يتعدى الخروج عن العادات والتقاليد الموجودة في البلدان العربية. ويعتبر سالم أنّ ما تضمنته البرقية المنشورة في الموقع من تأكيد على أنّ التأثير أدى إلى الانفتاح والتقليل من ما يسمى بالأفكار المتطرفة، هو قد يكون اقتباس أو إشارة لموقف معين لبعض الشباب الذي لا يتعدى فعلهم سوى تقليد فنان في قصة أو لباس معين، مطمئنًا في الوقت نفسه أنّ هذا التأثير لا يعدّ كبيرًا أو خطيرًا على حد تعبير الموقع. إلاّ أنّ سالم في نفس الحديث طالب الإعلام العربي ضرورة العمل على تنفيذ أعمال فنية تتناسب مع الشباب، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أنّهم متنوعون في رغباتهم وخياراتهم، فمنهم من يفضّل الأعمال التاريخية، والبعض الآخر يفضل أفلام “الأكشن”، ويحث سالم على أهمية إجراء دراسة تبيّن احتياجات ومتطلبات الشباب العربي، ملمحًا إلى أنّه إذا ما استطاعت القنوات العربية تقديم برامج هادفة بطريقة تتناسب مع روح العصر وتعمل على مراعاة أعمار الشباب فإنّه بالتأكيد سيؤدي إلى تأثير كبير على طريقة تفكيرهم.