شهدت ظاهرة زواج الفتيات البوسنيات المسلمات من رجال عرب ارتفاعا ملحوظا بخاصة بعد انتهاء الحرب في البوسنة والهرسك وهو الامر الذي أدى إلى جلب تحديات جديدة تختلف عن تلك التحديات التي يواجهها الزوجين في الدول العربية. واوضح بروفيسور العلوم الاجتماعية في جامعة سراييفو فؤاد سلطغا أنه "بالرغم من زواج الفتيات البوسنيات من الشباب العرب القادمين للبلاد ليس أمرا منبوذا لدى مسلمي البوسنة إلا أن ذلك لا يعني عدم وجود تحديات قد تواجه الزوجين واهمها الفروق الثقافية بينهما التي تنعكس على الطباع والتصرفات التي يمارسها كلا منهما". ورأى سلطغا ان البيئة التي ينشأ فيها الرجل العربي "تختلف عن تلك التي نشأت فيها المرأة البوسنية فهناك اختلاف بين البيئة المحافظة في الدول العربية والبيئة البوسنية خاصة اذا ما اخذ بعين الاعتبار أن الشعب البوسني هو شعب أوروبي متأثر بالثقافة الاوروبية الحرة". واوضح "ان طريقة التفكير واسلوب معالجة المشاكل الزوجية التي لا يخلو منها أي بيت قد تختلف بين الزوجين الأمر الذي قد يؤدي في بعض الاحيان الى تعقيد حل بعض تلك المشاكل البسيطة منها بصرف النظر عن القدرة التي يتمتع بها الشباب العرب في التكيف مع تقاليد المجتمع البوسني". ورأى انه "على الرغم من أن التقاليد البوسنية تعطي للفتاة البوسنية حرية اختيار شريك حياتها بصورة مستقلة الامر الذي يعني أن سلطة الوالدين ليست عاملا في تحديد الاختيار إلا أن الوالدين يفضلان في كثير من الاحيان زواج بناتهن من مواطنين بوسنيين خشية من هجرتهن مع ازواجهن الى خارج البلاد". ولفت سلطغا الى ان احد اهم مخاوف الفتاة البوسنية من الزواج من رجال العرب هي "الخشية من لجوء الرجل العربي إلى تعدد الزوجات وهو أمر منبوذ لدى المجتمع البوسني بل أن القانون البوسني يحظر ذلك أيضا كما هو الحال في باقي الدول الاوروبية". وأضاف "ان ظهور بعض حالات تعدد الزوجات عند بعض المسلمين من أصول عربية زاد من تحفظ البوسنيين على الزواج من الاجانب". واعتبر البروفيسور ان اغلب البوسنيون عاشوا ضمن "اجواء اجتماعية اوروبية تعطي للمرأة حقوقا مساوية للرجل الامر الذي يعني رفض الزوجات البوسنيات هيمنة الرجل على الحياة الزوجية وهو ما قد لا يتفهمه بعض الازواج العرب". وذكر أن زواج الرجال العرب من فتيات البوسنة هو زواج ناجح بصفة عامة لاسيما إذا تمكن الزوجين من الاستقرار داخل البلاد حيث تشعر الزوجة بالامان لقربها من مجتمعها وعائلتها بالاضافة الى عزوفهن عن الزواج من اتباع الديانات الاخرى بعد اندلاع الحرب في البلاد مطلع العقد الماضي".