ساهم الحوار المنشور في " الرياض " يوم الجمعة 22جمادى الأولى 1428ه (الموافق 8يونيو 2007م) بالعدد رقم (14228) مع الشيخ خالد بن قليل الهميش (المستشار في الخدمة الاجتماعية ووسيط الزواج وإمام مسجد الفياض بالرياض) بإصلاح وحل كثير من المشاكل الاجتماعية، إضافة إلى تغيير بعض المفاهيم لدى عدد من أولياء الأمور و التي كانت تعيق تزويج بعض الفتيات اللاتي يئسن من الزواج، وساهم بإخفاء ما يسمى بالعضل، وإدراك الكثير من المعارضين على زواج المسيار بأنه زواج ناجح إذا تم بنية صادقة بين الطرفين. كما أوضح الشيخ الهميش بأن الحاجة ملحة في هذا الوقت ليبادر المقتدرون من الرجال بتعدد الزوجات، مشيراً إلى أنه أفضل علاج لكثير من المشاكل والأمراض الاجتماعية - على حد تعبيره- وفيه التأسي بخير الخلق وهو سنن الأنبياء والمرسلين هذا وقد أثنى عليه كثير من الفلاسفة والمستشرقين، وناشد الهميش المقتدرين بتعدد الزوجات للمساهمة في الحد من العنوسة. وهنا مزيد من التفصيل بحديثه ل"الرياض".. @ "الرياض": أشرتم بأن الحوار معكم في الرياض ساهم بإصلاح مشاكل اجتماعية.. كيف تم ذلك؟. أولاً الحمد لله الذي تتم بفضله النعم والصلاة والسلام على اشرف خلق الله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. في البداية يسرني أن أوجه تحية لصحيفة الرياض السباقة دائماً لدروب الخير من خلال طرحها لكثير من القضايا والهموم والمشاكل الاجتماعية مع بحث الحلول لها مع أهل العلم والخبرة لتعم الفائدة على الجميع، وذلك كما جرى معي عندما توافد إلي كثير من أولياء الأمور وبعض من النساء بعد إدراكهم لحقيقة المسيار وشرعيته كونه حلاً مناسباً لمن قد تكون ظروفهم لا تساعدهم على الزواج المتعارف عليه ويناسبهما زواج المسيار الذي يختلف عن الزواج المتعارف عليه بإسقاط حق واحد للزوجة ألا وهو المبيت. إضافة إلى أن هناك عدداً من أولياء الأمور بعد التماسهم للمشاكل التي وقعت على بعض النساء بسبب عدم زواجهن ساهم بمبادرتهم بفك أسر بناتهم، حيث كانوا يرفضون تزويجهن لأسباب قد يكون أبرزها الحصول على جميع أو جزء من رواتبهن في عملهن سواء المدرسات أو الموظفات، وهذه أعتبرها ميزة للوسائل الإعلامية سواء مقروءة أو مرئية والتي تستطيع الوصول لهؤلاء وطرح القضايا والمشاكل وحلولها لهم. وأضيف بأنه توافد إلي عدد من الرجال المتزوجين من زوجات (عاقلات) طلبن منهم الزواج عليهن وذلك لأسباب مختلفة منها أن بعضهن إما عقيمات أو مصابات بأمراض أخرى مزمنة علماً بأن المرأة في الغالب قد لا ترضى (بالضرة) مهما كانت الأسباب. كما أن هناك رجلاً عرض مالاً لمن يتقدم لموليته ويرغب بالزواج منها، وعدد من أولياء الأمور عرضوا بناتهم بدون مهور شرط وجود الرجل الصالح ممن يرضون دينه وخلقه، وهذه الوقائع مؤشرات لحجم الأزمة الذي يعانيه هؤلاء من بقاء بناتهم من دون زواج حتى وصولهن لسن قد يصعب زواجها فيه. @ "الرياض": ما هي أسباب زواج المسيار؟ - إن زواج المسيار وإن كنا نقول بجوازه شرعاً بعد توفر شروط وأركان الزواج المعروف فإنه يقع في مرتبة دونية بلا شك ولا ريب فالغاية من النكاح ليس هو إشباع الغريزة فحسب بل إن أعظم مقاصد الزواج الديمومة والثبات واستقرار البيت المسلم وهو ما لا يوجد في كثير من حالات هذا النوع من الزواج ولهذا فأني أدعو أولئك الرجال ألا ينظروا هذه النظرة الشهوانية القاصرة فالزواج أسمى وأرفع من أن يكون مقصوراً في لذة آنية ومثل هذا لا يرضاه أحد في أخته أو بنته أو واحدة من قريباته فإذا كان الأمر كذلك فلِمَ يرضاه لبنات المسلمين؟ وهن أخواته في الله وقد قال صلى الله عليه وسلم (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه). كما أن زواج المسيار أصبح ماركة مسجلة تجمع كل زواج يحصل فيه تنازل من قبل المرأة عن مبيت أو نفقة وهو بهذا المسمى الإعلامي يحمل وصمة عار تلاحق المرأة، فظهور هذا المسمى لهذا الزواج يعتبر نقمه أساءت لفوائده العظيمة. @ "الرياض": هل هذه الفتيات اللاتي تتحدث عنهن الراغبات في المسيار صغيرات في السن، وما هي الأسباب التي تؤدي إلى ملاءمة المسيار على الزواج العادي؟ - في الغالب ما تكون المرأة الراغبة في المسيار من سن 38سنة وفوق، ومنهن أبكار أو ثيبات، أما بالنسبة للظروف فهي تختلف من امرأة لأخرى فهناك من قد يكون اليأس قد أصابها وترغب في تدارك الوقت قبل أن يفوتها القطار، و أخرى فيها إعاقة أو مريضه، أو قد تكون مضطرة للبقاء مع أحد والديها لرعايتهما وغيرها. ومن خلال الحالات الكثيرة التي مرت علي والزيجات التي تمت على يدي، اكتشفت أن زواج المسيار زواج ناجح بكل ما تحمله الكلمة من معنى أكثر من الزواج العادي، وخاصة بوجود الظروف التي ذكرتها مسبقاً والتي يصعب أن يستمر الزواج العادي بوجودها ولكن إسقاط حق المبيت يضمن استمراره خاصة وإن كان الزوج رجلاً يخاف الله ويرغب بالأجر والستر على بنات الناس ولا تكون مقاصده شهوانية فقط. @ "الرياض": هل المتقدمون لزواج المسيار يعلنون زواجهم أم يكون سراً لتفادي المشاكل مع الزوجة الأولى؟ - في الغالب قد لا يعلنون هذا الزواج في البداية ولكن فيما بعد يعلنون هذا الزواج وهناك من يبقيه سراً سنوات وهم الأكثر، وهناك امرأة ذكرت لي عدداً من الفتيات الأبكار وغاية في الجمال ومستوياتهن التعليمية عالية يتمنين الزواج من معدد وإن لم يتوفر فمسيار ولكن بشرط أن لا يعلم أهلهن بأن زواجهن مسيار وبالطبع رغبتهن هذه هي الخوف من شبح العنوسة. @ "الرياض": هل الحاجة ماسة إلى أن يتوجه المقتدرون من الرجال إلى تعدد الزوجات؟ تعدد الزوجات محسوم أمره من لدن حكيم خبير، لا بد من التسليم بأنه أفضل علاج لكثير من الأمراض الاجتماعية وفيه التأسي بخير الخلق والتعدد هو سنن الأنبياء والمرسلين ومن أبرز عادات الملوك والزعماء، والتعدد كان سائداً في كافة الأمم السابقة للإسلام حيث ذكر المؤرخون أن أول من شرع التعدد هو حمورابي في قوانينه منذ أكثر من 3000سنة ثم جاءت الأديان السماوية فأقرت هذا الشرع، و قال المستشرق الفرنسي غوستاف لابون واصفاً تعدد الزوجات لدى المسلمين بأنه خير من تعدد الخليلات الخبيث المؤدي إلى زيادة عدد اللقطاء في أوروبا. وهناك كثير من غير المسلمين يطالبون بالتعدد ويذكرون فضله ويحبذونه ويشجعونه ففي انجلترا دعت الكثيرات من النساء الإنجليزيات في الصحف وغيرها من المقالات للأخذ بنظام التعدد الإسلامي فتقول إحداهن (لقد كثرت الشاردات من بناتنا وعم البلاد وقل الباحثون عن أسباب ذلك ولأني امرأة فإني أنظر إلى هؤلاء البنات وقلبي يتقطع عليهن شفقه وحزناً فما ينفعهن بثي وحزني وتوجعي وحتى لو شاركني فيه الناس جميعاً لا فائدة منه إلا بالعمل بما يمنع هذه الحالة التعيسة ولله در العالم الفاضل توسي فإنه رأى الداء ووصف الدواء وهو الإباحة للرجل بأن يتزوج بأكثر من واحدة) هذا قول هذه الكاتبة وهي لا تدين للإسلام بصله فماذا تقول بناتنا يا ترى وأين هن من هذا القول !! وقال الله تعالى (وأحل لكم ما وراء ذلك أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين) وقال (فانكحوهن بإذن أهلهن وأتوهن أجورهن بالمعروف محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان). وفي ألمانيا يصرح الأستاذ فون أهرمسلس (بأن قاعدة تعدد الزوجات واجبة وضرورية للمجتمعات الأوربية)، وقال الفيلسوف الفرنسي جوشاف في كتابه " حضارة الغرب": ولا نذكر نظاماً أنحى الأوربيون عليه باللائمة كمبدأ تعدد الزوجات كما لا نذكر نظاماً أخطأ الأوربيون في إدراكه كذلك المبدأ. والتعدد ليس وليد نزوة أو طيش إنما شرع لأسباب جوهرية وحكم سامية ومصلحة عامة وضرورات اجتماعية وشخصية، كما أنني أناشد كل رجل لديه القدرة المادية وقادر على العدل بالتعدد وهي ضرورة اجتماعيه عليه أن يبادر بها لأنها ستعود عليه "إن شاء الله" بالأجر والثواب بستره لتلك الفتيات. كما أن عدد النساء في بلادنا يزيد بمراحل عن عدد الرجال كما أن عدد الأرامل والعوانس والمطلقات في ازدياد، وبقاء المرأة بدون زواج "سواء عانس أو أرمله أو مطلقة" مدة طويلة بدون زواج قد يؤدي بضعيفات النفوس بالانحراف والغواية مما يؤدي إلى فساد المجتمع وتفشي الرذيلة أعاذنا الله من ذلك، ولا شك بأن الزواج حماية لهؤلاء النسوة وحفظهن، كما أن بعض الرجال لديه عنف الغريزة ولا تكفيه الواحدة وهؤلاء أناصحهم بعدم التراخي والمبادرة بالزواج من ثانية واحتساب الأجر من الله، يقول الغزالي من الطباع ما تغلب عليه الشهوة بحيث لا تحصنه المرأة فيستحب لصاحبه الزيادة عن الواحدة إلى أربع. @ "الرياض": أليس للتعدد مساوئ؟ - نعم هناك مساوئ منها أنه ربما ينشأ منه العداء والتحاسد والتنافس بين الزوجات مما يؤدي إلى تنغيص الحياة الزوجية، وقد ينتقل هذا العداء (غالباً) إلى أولاد الزوجات فينشأ الأخوة وبينهم العداء والبغضاء مما يؤدي إلى متاعب للأسرة و للأب خاصة مما يسبب عدم استقرار الحياة الزوجية، ولكن حكمة بعض الرجال وأساليبهم قد تزيل هذه المساوئ. وأضيف بأنه يغلب على الزوج بأنه لا يمكنه العدل بين زوجاته في المحبة مهما حرص على العدل في النفقة والمعاشرة، ويقول الدكتور مصطفى السباعي في كتابه (هكذا علمتني الحياة): أقوى الناس على تحمل المتاعب من يتزوج اثنتين، " وفي كلامه نظر" ويصور لنا الشيخ عبد الله العلمي الدمشقي في أبيات عن عذاب المتزوجين باثنتين: تزوجت اثنتين لفرط جهلي.. وقد حاز البلى زوج اثنتين فقلت أعيش بينهما خروفاً.. أنعم بين أكرم نعجتين فجاء الأمر عكس الحال دوماً.. عذاباً دائماً ببليتين رضا هذي يحرك سخط هذي.. فما أخلو من إحدى السخطتين @ "الرياض": هل من إضافة أخيرة تود طرحها للقراء؟ - نعم لدي وصيتان الأولى للرجل وهي أن يتقي الله في بنات المسلمين وأن يعتبرهن في مقام بناته أو أخواته، ووصية أخيرة للنساء وخاصة بالمرأة اللبيبة الحصيفه التي تجد نفسها مضطرة لزواج المسيار فيجب عليها أن تحذر من الوحوش الثائرة التي لا هم لها إلا الاستمتاع فقط ثم هي الوحيدة ممن سيجني الآثار السلبية من هذه الزيجة، ومن أهم الأمور التي لا ينبغي لها أن تتنازل عنها في هذا الزواج عدم التنازل عن الإنجاب فهو أمر حاسم يبين الصادق من المتلاعب، ثم لا بد من أن يعلن الزواج على الأقل عن أهلها ويجب عليها أن لا ترضى لزوجها أن يتوارى عن أهلها ويدخل متخفياً كأنه سارق فإن هذا الوضع يسهل على الرجل الانسحاب حينما يشعر بالشبع منها. وختاماً فإني أقول إن زواج المسيار منبوذ اجتماعيا من البعض وغريب لدى بعضهم ولا شك بأن كل جديد لا بد أن يتخبط فيه الناس ساعة من الزمان في التعامل معه ولكن الأمل في أن تتحسن هذه النظرة تدريجياً مع مرور الوقت وأعيد إن الزواج الذي نعنيه هو ذلك الزواج الذي تشعر فيه المرأة فيه بالأمان وفي نظرنا نسميه مسياراً أو اسماً آخر.