( أزد - سلطان مسلط ) نجح فريق طبي سعودي وبفضل الله بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض في اجراء عملية نادرة تتمثل بزراعة الكبد لأصغر طفل في الشرق الأوسط (11 شهرا ). يقول الدكتور محمد سعود الصفيان استشاري جراحة وزراعة الأعضاء ونائب رئيس قسم جراحة وزراعة الكبد والذي قاد عملية الزراعة للطفل محمد: أن حالة الطفل محمد هي من الحالات الصعبة جدا. حيث أن وزن الطفل لم يتجاوز 7.5 كيلوجرام وبذلك فإن أوعيته الدموية كان صغيرة جدا وليس هذا فقط بل إن وريده ألبابي والأساسي لبقاء الكبد المزروعة حيه كان متجلطا. ويضيف نظرا لمعاناة الطفل فقد تحمل الأطباء هذه المخاطرة الكبيرة لإجراء عملية الزراعة لتخفيف معاناة محمد من المرض وإدخال السرور على والديه, ولكن دائما يقف حاجز عدم وجود عضو من متوفى دماغيا حائلا دون نجاح عملية الزراعة عند الكبار في الوقت المناسب. ويتأكد عدم وجوده عند الأطفال بنسبة 100% . وأشار إلى أن الطفل كان يموت موتا بطيئا أمام أعين الجميع فقد كان مستوى المادة الصفراوية في الدم يفوق 30 مرة من المستوى الطبيعي مما يؤثر على جميع أجهزةالطفل ويقوم بتوقفها عن العمل ... وزاد الأمر تعقيدا هو في الحصول على نسيج وريدي من متوفى دماغيا لاستعماله بدل وريد الطفل المتجلط., ولكن بتوفيق من الله وضعت خطة علاجية حيث وبعد مناقشة طويلة مع والديه تقدمت أم محمد للتبرع بجزء من كبدها لطفلها الوحيد. وتمت عمل الفحوصات اللازمة لها وتبين ملائمتها للتبرع وتم الأنفاق على اخذ ما نسبته 25% من حجم كبدها الأصلي. ولكن بقى الطفل محمد ينتظر توفر نسيج وريدي من متوفى دماغيا حتى يتم الشروع في عملية الزراعة له.... وبين ترقب الانتظار وتردي حالة الطفل كان الجميع في حالة خوف وشفقة على حاله, وبعد طول انتظار دام قرابة سبعة أسابيع توفر لدى المركز هذا النسيج الوريدي ., وبدأت عملية ماراثونية لزراعة كبد لأصغر طفل على مستوى الشرق الأوسط بأيد سعودية حيث قاد الدكتور /محمد الصفيان فريق الزراعة للطفل وقام الدكتور حمد الباهلي استشاري جراحة وزراعة الأعضاء باستئصال جزء من الكبد المتفق عليه من أم محمد وتم تسليمه لفريق د./ الصفيان حيث تم استئصال الكبد المتليفة وزرع الكبد الجزئية والبالغ وزنها 210 غرام. يقول الدكتور الصفيان استمرت عملية الزراعة قرابة العشر ساعات من العمل المتواصل حيث تم استئصال الكبد المتليفة بصعوبة وذلك نتيجة التصاقات العملية الأولى لدى الطفل . وبعد استئصال الكبد المتليفة واجهتنا مشكلة تجلط الوريد ألبابي ولكن بتوفيق من الله استطعنا تخليص الوريد من التجلطات المزمنة وعملنا توسعة جراحية للوريد ألبابي والذي كان صغيرا جدا وبذلك لم نحتاج لاستعمال نسيج الوريد من المتوفى دماغيا وهذا مما يحسن من أداء الكبد المزروعة ويقلل من نسبة حدوث التجلط بعد الزراعةبإذن الله. وبعد ذلك تم استخدام المجهر الجراحي لعمل توصيلة شريان الكبد المزروعة وقام بهذا الجزء الدكتور/ على الملق استشاري جراحة الأوعية الدموية الدقيقة... وتمت عملية الزراعة بنجاح كامل وبدأت الكبد المزروعة بالعمل بشكل ممتاز ويتماثل الطفل محمد الآن للشفاء وبشكل جيد ولله الحمد. ويضيف الصفيان لقد كانت حالة الطفل محمد من أصعب العمليات الجراحية والتي لا تتم إلا في اكبر مراكز الزراعة في العالم.... وبرنامج زراعة الكبد والأعضاء في مستشفى المملك فيصل التخصصي هو من اقوي البرامج العالمية حيث أن نسبة نجاح الزراعة فيه تضاهي مراكز العالم الكبرى بإذن الله . هذا ويحظى برنامج زراعة الكبد في مستشفى الملك فيصل التخصصي بدعم لا محدود من مجلس إدارة المستشفى متمثلا برئيسه معالي د./ عبد الله ا لربيعة وزير الصحة وبمتابعة مستمرة من قبل د./ قاسم القصبي المشرف العام التنفيذي. من جانب أخر تشير الإحصائيات إلى أن أكثر المتبرعين للأطفال هم الأمهات ويقول الدكتور/ الصفيان أن قلة توفر الأعضاء من المتوفين دماغيا والتي تعتبر مشكلة عالمية قد تم حلها جزئيا بأخذ جزء من الكبد من أقارب أحياء وعليه فإن الدكتور/ الصفيان يوجه نداءه لأقارب المرضى أطفالا وكبارا بالتبرع لذويهم وأن هذه العملية أصبحت شبه آمنه في المراكز المتقدمة وأن لا يقتصر التبرع وخصوصا للأطفال على الأبوين فقط حيث أنهما في حالات كثيرة لا يكونا صالحين للتبرع وتكون الحاجة ماسة لإنقاذ هؤلاء الأطفال بتوفر أحد الأقارب للتبرع. وقد شارك في هذه العملية الرائدة كل من د./عمر رضوان استشاري تخدير عمليات القلب والكبد- و د./ أيمن عزام مساعد جراحي أول و د./ باسم حجاب مساعد جراحي أول والمنسق محمود صالح.