قال باحثون يوم الاربعاء إن شرابا صينيا قديما قد يساعد في تقليل الاضرار التي تلحق بالامعاء بسبب العلاج الكيماوي الذي يعطى لمرضى سرطان القولون والمستقيم. وفي محاولة لمواكبة الطلب المتزايد من جانب المستهلكين يحاول الباحثون في مجال الطب التقليدي تجربة أدوية قديمة باستخدام الاسلوب الغربي في اجراء التجارب على الحيوانات أو التجارب الاكلينيكية (السريرية). وقال الباحثون في ورقة نشرت في دورية ساينس ترانسليشنال ميديسن إنهم أعطوا فئران تجارب مصابة بالسرطان الشراب الصيني المخمر بعد علاج هذه الفئران بعقار ايرينوتيكان وهو عقار للعلاج الكيماوي له أثر سمي على الامعاء ويسبب الاسهال. وتابع الباحثون في بيان "عالج الباحثون الفئران المصابة بالسرطان بالعلاج الكيماوي الذي يؤدي الى ضمور الاورام لكنه أدى الى أضرار جسيمة بالغشاء المبطن لامعائها. "وبعد بضعة ايام من العلاج بمادة بي.اتش.واي.609 استعاد الدواء الغشاء المبطن للامعاء المضارة في الفئران." ومادة بي.اتش.واي.609 هي الاستنباط المعملي لوصفة صينية تعود الى 1800 عام عبارة عن خليط من زهور الفاوانيا وزهرة أرجوانية اللون تسمى الاسقوتلارية و (عرق) السوس والنبق. وكان هذا الشراب الذي يسمى بالصينية هوانج تشين تانج يستخدم لفترة طويلة لعلاج الاسهال والغثيان والقيء. وقال يونج تشي تشينج المشرف على الدراسة بكلية الطب بجامعة ييل الامريكية "قلل ايرينوتيكان بمفرده نمو الاورام ولكن اذا أضفت اليه بي.اتش. واي.609 فانه يقلل نمو الاورام بشكل أكبر." واضاف "استخدام بي.اتش.واي.609 بمفرده لن يقلل نمو الاورام. لابد أن يستخدم مع العلاج الكيماوي ويحتل سرطان القولون والمستقيم المرتبة الثالثة بين أكثر أنواع السرطان المميتة بعد سرطان الرئة وسرطان المعدة. وقالت منظمة الصحة العالمية ان هذا النوع من السرطان تسبب في 639 ألف حالة وفاة على مستوى العالم عام 2004. وطبقا لجمعية السرطان الامريكية فان الاثر الاقتصادي للاصابة بسرطان القولون والمستقيم من حيث الوفاة المبكرة والاعاقة تصل الى 99 مليار دولار سنويا دون حساب تكاليف العلاج المباشر. وقال تشينج ان فريق البحث أتم تجربة اكلينيكية صغيرة باستخدام الشراب الصيني القديم على 17 مريضا بسرطان القولون والمستقيم. وتابع تشينج عبر الهاتف "نتائج المرحلة 1/2 ايه من التجارب الاكلينيكة تبدو واعدة. واضاف ان الفريق سيواصل العمل بتجارب اكلينيكية أكبر.