توصل باحثون بمركز الأبحاث في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض إلى اكتشاف آلية جديدة لدواء موجه يستخدم لعلاج مرضى سرطان نخاع العظم ثبتت فعاليته في علاج مرضى سرطان القولون والمستقيم الذين لايتجاوبون مع العلاج الكيماوي. وقالت كبيرة علماء أبحاث السرطان ورئيسة الفريق العلمي للبحث الدكتورة خولة الكريع إن الفريق البحثي نجح بعد أبحاث مستفيضة امتدت عامين في اكتشاف فعالية دواء(Velcade) إثر سلسلة متواصلة من التجارب بدأت من خلال حقن خلايا القولون السرطانية المخبرية بالدواء مما أحدث ارتفاعاً في مستوى نشاط جين يدعى (P27) الذي يمنع الانقسام والتكاثر العشوائي للخلية وبالتالي يؤدي إلى موتها المبرمج منعاً لحدوث السرطان كما توصل الفريق اثناء بحثه إلى أن هذا الجين يقع تحت حراسة جين آخر يدعى (SKP2) يعيقه ويقلل من عمله عند فئة من مرضى سرطان القولون والمستقيم. وأضافت رئيسة الفريق العلمي بأنه تم نقل هذا البحث إلى المرحلة السريرية من خلال فحص عينات استخلصت من أكثر من 400مريض سعودي بسرطان القولون والمستقيم، وأظهرت النتائج أن 60% من هؤلاء المرضى لديهم نقص في مستوى نشاط الجين المثبط لانقسام الخلية (P27) فيما لديهم زيادة في نشاط الجين المضاد (SKP2)، وبمتابعة البرنامج العلاجي لهذه الفئة لوحظ أنهم لا يتجاوبون مع العلاج الكيماوي التقليدي، فيما عانى بعضهم من عودة السرطان بعد العلاج. وأوضحت الدكتورة الكريع أن الفريق البحثي استطاع بعملية معقدة أن يفصل الخلايا السرطانية في القولون والمستقيم، وبمعالجتها مخبرياً بنفس الدواء تبين حدوث ارتفاع في مستوى نشاط الجين المثبط للنمو (P27) بينما الجين المضاد بدأ في الانخفاض، وبعد مرور 24ساعة من المعالجة بدأت الخلايا في الانكماش قبل أن تموت تماماً إثر انقضاء 48ساعة مما يعني توقف نموها السرطاني. وأضافت أن الفريق البحثي قام في مرحلة تالية بأخذ خلايا القولون السرطانية التي تعاني من نقص في نشاط جين (P27) وزراعتها داخل مجموعة من فئران التجارب، وبعد نمو الورم داخل الفئران تم تقسيمها إلى مجموعتين، الأولى تم إعطاؤها الدواء المذكور لمدة 4أسابيع وظهر لديها تراجع ملحوظ في سرطان القولون، أما المجموعة الثانية فلم تعط الدواء واستمر الورم في النمو بصورة أعاقت حركتها. وإثر انتهاء التجربة تم استئصال أنسجة من الورم وتحليلها مخبرياً حيث تم تسجيل زيادة واضحة في الجين المثبط للنمو (P27) وانخفاض في الجين المضاد له (SKP2) لدى الفئران التي تلقت العلاج مما أظهر فعالية الدواء. وحظي البحث بقبول لافت في الأوساط العلمية والطبية العالمية إثر تقديمه في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لأبحاث السرطان الذي أقيم في شهر إبريل الماضي بمدينة (ساندييغو) في الولاياتالمتحدةالأمريكية كما قامت بنشره مجلة أبحاث السرطان (Cancer Research) في عددها لشهر مايو الحالي. وأكدت الدكتورة خولة الكريع أن أهمية نتائج البحث تكمن في اعتباره بادرة أمل لعلاج فئة من مرضى سرطان القولون والمستقيم الذين يعانون من نوع شرس من المرض قد لايتجاوب مع العلاج التقليدي، خصوصاً وسط الازدياد المستمر لمرضى سرطان القولون والمستقيم في المملكة، حيث يعد بحسب إحصائيات السجل الوطني للأورام ثاني أكثر السرطانات شيوعاً لدى المرضى السعوديين. يشار إلى أن الفريق العلمي المشارك في هذا البحث ضم الدكتور شهاب الدين خان، والدكتور مقبول أحمد، والدكتور براشنت بافي، والدكتور رأفت السيد، والدكتور ناصر الصانع، والدكتور علاء عبدالجبار، والدكتور لؤي الأشعري، والدكتورة سمر الحمود، والدكتور فؤاد الدايل، والدكتور أزهر حسين.