اكدت دراسة عن المناخ في المملكة العربية السعودية أن منطقة عسير تعد من أكثر المناطق في المملكة رطوبة وأمطاراً . وركزت الدراسة بعنوان // أثر الخصائص المطرية في توزيع الغطاء النباتي للأراضي الجبلية في منطقة عسير بالمملكة العربية السعودية // للدكتورة خديجة بنت أحمد عزيز على تحليل عنصر الأمطار على التضاريس الجبلية في منطقة عسير والتي يبلغ ارتفاعها 800م فأكثر فوق مستوى سطح البحر وعلاقتها بالغطاء النباتي الطبيعي . وتمحورت الدراسة التي أوردتها مجلة أمانة منطقة عسير في عددها الاول الذي صدر حديثا وتلقت وكالة الانباء السعودية نسخة منها حول محورين أساسين هما / تحديد التغيرات والتباينات الزمنية والمكانية للأمطار ومدى تأثيرها على التوزيع المكاني لأنواع النبات الطبيعي في المنطقة الجبلية بعسير / و /ودراسة الغطاء النباتي الطبيعي في الأراضي الجبلية بمنطقة عسير التي تزيد ارتفاعاتها على 800 متر عن مستوى سطح البحر/ . وتناولت الدراسة تحليل التباينات المناخية للفترة ما بين 1970 إلى 1997م في خمس وثلاثين محطة تابعة لوزارة الزراعة ورئاسة الأرصاد الجوية وحماية البيئة وتمثل هذه البيانات المناخية دورة مناخية عادية يمكن اعتمادها لتحديد نظامي التساقط والجريان السطحي في المنطقة الجبلية بعسير . واعتمدت الدراسة على المنهج الاستقرائي والتحليل الاحصائي التفصيلي المبسط للبيانات المناخية بعد تصحيح بعض السلاسل الزمنية للقياسات في بعض المحطات كما استخدمت بعض الأساليب الاحصائية والكارتوجرافية ممثلة في العديد من الخرائط والأشكال البيانية لتمثيل البيانات الرقمية لمعرفة تحديد العلاقات القائمة بين المتغيرات المناخية والعوامل الطبيعية بالمنطقة الجبلية بعسير وتحديد العلاقات القائمة بين التباينات المكانية للأمطار والتوزيع المكاني للغطاء النباتي الطبيعي . وتضمنت الدراسة مقدمة وستة فصول تناول الفصل الأول الاجراءات المنهجية وموضوع البحث وأهميته ومشكلة الدراسة وأهدافها والدراسات السابقة في هذا المجال ضمن الاطار النظري للبحث ومنهجه وأساليبه الذي يشتمل على منطقة الدراسة والمحطات المختارة وكيفية في حين تناول الفصل الثاني دراسة تفصيلية للسمات الطبيعية العامة في الأراضي الجبلية بعسير كالخصائص الطبيعية والطبوغرافية . وتناول الفصل الثالث من الدراسة تحليل ومعالجة الخصائص المناخية في الأراضي الجبلية بعسير وتم فيه تصميم نماذج تقدير معدلات الحرارة والرطوبة النسبية والتبخر , الناتج اعتمادا على العلاقات بين هذه المتغيرات المناخية وعاملي الارتفاع والبعد عن خط الساحل كما تم تعديل معادلة ثورنثوايت الأصلية بواسطة بيانات التبخر المسجلة في المحطات المناخية قبل استخدامها في تقدير معدلات التبخر بمحطات قياس الأمطار . وتحدث الفصل الرابع عن تحليل السمات المناخية العامة للأمطار والعوامل المؤثرة في تغيراتها الزمنية والمكانية على المستوى السنوي والفصلي والشهري وتصنيف المحطات المدروسة حسب معدلات الأمطار السنوية المنطلقة والفعلية وكمية الأمطار السنوية القصوى والصغرى وتصنيف المحطات المدروسة للأمطار الفصلية /الشهرية وإسهام أمطار الفصل والشهر المطلق في المعدل السنوي المطلق وإسهام أمطار الفصل والشهر الفعلي في المعدل السنوي الفعلي 0 وخصص الفصل الخامس لدراسة المياه والتربة وتحديد الخواص الهيرولوجية لأحواض التصريف وحساب الموازنة المائية وتصنيف أنواع التربة الأساسية في المنطقة في حين حدد الفصل السادس أنواع الغطاء النباتي الطبيعي وتصنيف التجمعات النباتية وفقا لخصائصها الهيدرولوجية والبيدولوجية والطبوغرافية والمناخية وموازنتها المائية . وخلصت الدراسة إلى أن التنوع الجيولوجي لصخور الدرع العربي أدى إلى تنوع التضاريس بين سفحين متمايزين في الشرق والغرب ووجود أحواض تصريف هامة على مساحة واسعة من منطقة عسير مع تنوع شبكات التصريف بين سفحين وتنوع تربتهما كما أدى التجانس الصخري إلى تجانس ارتفاع التضاريس وتجانس أشكالها واتجاهاتها وهناك علاقة عكسية بين معدلات الأمطار والمسافة عن البحر كما تتماثل معدلات الأمطار الفعلية والمطلقة مع توزيع السنوات الجافة والمطيرة خلال الفترة المدروسة 0 وتسود منطقة عسير حسب الدراسة أكثر من فترة مطيرة خاصة فصل الربيع , إذ يعد شهر أبريل الشهر المطير في السنة بمعظم محطات الدراسة وبمعدل مطلق يصل إلى 44.4مم ما يعادل 24.2% من معدل أمطار المنطقة السنوى . ووصت الدراسة بضرورة رصد للقراءات اليومية لعناصر الطقس , وزيادة الاهتمام بكثافة المحطات المناخية للرصد الجوي بجانب محطات قياس الأمطار , وضرورة رصد عنصر التبخر في محطات الرصد الجوي التابعة لمصلحة الأرصاد الجوية وحماية البيئة تدعيما لشبكة المحطات التابعة لوزارة الزراعة والمياه , وإجراء المزيد من الدراسات التفصيلية على التبخر في المنطقة وغيرها من مناطق المملكة بجانب الأمطار , وتوجيه الباحثين إلى إجراء المزيد من الدراسات المناخية التفصيلية التطبيقية وتوجيه الباحثين على التركيز في الدراسات المناخية التطبيقية على الفصول المطيرة وتوجيههم كذلك إلى الاستفادة من الطرق والأساليب الاحصائية المتطورة 0 وأكدت الدراسة على حاجة منطقة عسير إلى مزيد من الدراسات النباتية لمعرفة التجمعات النباتية وخاصة الغابات الطبيعية الموجودة في المناطق المرتفعة الوعرة , والإكثار من إنشاء العقوم الترابية والحجرية في مناطق مجاري السيول للحفاظ على التربة والغطاء النباتي , والإكثار من تشجير المناطق النباتية المناخية في المنطقة بأهم العائلات الشجرية الملائمة للظروف الطبيعية والجغرافية بكل منطقة نباتية مناخية . كما أكدت الدراسة على أهمية الإستفادة من نتائجها في إنتاج مشروع أطلس للجغرافيا الطبيعية بالمنطقة الجبلية بعسير , وأن تكون هذه الدراسة أساساً لمشاريع استثمارية بالمنطقة في مجال السياحة البيئية , وأن تسهم بقسط كبير في إعداد قاعدة معلومات جغرافية مناخية تطبيقية .