اخترق عددٌ من قراصنة الإنترنت موقع جريدة "اليوم السابع" الإخباري ووضعوا بيانًا في صدر صفحته الرئيسَة يستَهْجنون فيه قيامَ الموقع بالإعلان عن عرض كتاب لكاتب يُدْعَى أنيس الدغيدي يتطاول فيه على النبيِّ الكريم محمدٍ "صلى الله عليه وسلم" ويحمل عنوان "محاكمة النبيِّ محمد". وقال المخترقون: إنّ الموقع يتطاول على الرسول الكريم "صلى الله عليه وسلم" وزوجاته وآل البيت وعلى الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، كما أكّدوا أنه يشكك في كتب الإسلام ك"صحيح البخاريّ"، وقالوا: "إن كتاب أنيس الدغيدي، يتطاول على الرسول الكريم "صلى الله عليه وسلم" بألفاظ بذيئة ويحاول تشكيك المسلمين في عقيدتهم بطريقة منهجيَّة"، وأضافوا: نظرًا لهذا تَمَّ بحمد الله قرصنةُ الموقع، وإليكم أسئلة تبحث عن أجوبة". ووضع القراصنة عدة أسئلة تحتاج إلى إجابة، وتطرقوا في تلك الأسئلة لمواضيعَ خاصةٍ بالنصارى في مصر. وأشارت جريدة "المصريون" الإلكترونية في تقرير لها أمس أنّ "اليوم السابع" مشكوكٌ في مصادر تمويله؛ حيث تشارك الكنيسة ورجل الأعمال النصراني نجيب ساويرس في تمويله. وكان موقع "اليوم السابع" قد نشر أنه تراجع عن نشر الكتاب احترامًا لمشاعر المسلمين، وطالب الكاتب بتغيير اسم الكتاب وعرضه على الجهات المختصة في "الأزهر الشريف" قبل أن يعيد نشرَه مرةً أخرى، وذلك في نجاحٍ لحملةٍ قادها فضيلة الشيخ "أبو إسحاقَ الحوينيُّ" ضد الجريدة، ودعَا إلى محاكمتها بتهمة مهاجمة الإسلام ونبيِّ الإسلام محمدٍ "صلى الله عليه وسلم". وحول رد صحيفة اليوم السابع على اختراق موقعها الالكتروني، ذكرت إدارة الصحيفة أنها تستنكر هذا الاختراق من قِبل القراصنة، وتؤكد على احترامها الكامل للمقدسات الدينية، والأنبياء والرسل، كما تؤكد إدارة الجريدة على رفضها للإرهاب الفكري، والتطرف الأعمى، الذي يخرج الحقائق عن طبيعتها، ويصادر الحرية الإعلامية، على حد قولها. وكانت "جبهة علماء الأزهر" قد استنكرت في بيانٍ لها تحت اسم (براءةٌ من الله ورسوله إلى صحيفة اليوم السابع – الأسود على رؤوس أصحابه) قيامَ موقع صحيفة "اليوم السابع" بالإعلان عن عرض كتاب لأنيس الدغيدي يتطاول فيه على النبيِّ الكريم محمدٍ "صلى الله عليه وسلم" ويحمل عنوان "محاكمة النبي محمد". وقالت الجبهة في البيان: ونحن باسم علماء الجبهة والأمة نقول: أولاً: إن مثل تلك الجريمة التي تفوق في بشاعتها ووقاحتها كلَّ جرائم الاعتداء على الدماء والأموال والأعراض المصونة، لا يناسبها موقفٌ اعتذاريٌّ مشبوهٌ، ولا إجراءٌ إداريٌّ من داخل الجريدة أو خارجها، فلولا محمدٌ صلى الله عليه وسلم لما بقيتْ قيمةٌ لشيءٍ ولا عُرِفَتْ حرمةٌ لحقٍّ، إنها جريمةٌ تفوق أن تكون إعلانَ حربٍ من تلك الصحيفة و أَكَابِرِ مُجْرِمِيهَا على الأمة والملة وهي تستقبل شهرًا هو عند الله وعند رسوله والمؤمنين أعظمُ الشهور حرمةً وتقديرًا. ثانيًا: وأن على جميع العاملين بتلك الصحيفة أن يحددوا موقفهم بطريقة علنية من تلك الجرائم البشعة؛ صيانةً لكرامتهم، وأداءً لحقِّ الأمة عليهم، ومن لم يفعل كان من واجب كلِّ ذي شأنٍ أن يعمل جاهدًا على كشف أمر المتواطئين من هؤلاء وفضيحة خَبِيئَتِهِمْ ولو بالإعلان عنهم في قائمة سوداءَ تسجَّل فيها أسماءُ المتورطين في جريمة التَّسَتُّر على الاعتداء على حرمة خير الخلق صلى الله عليه وسلم حتى يَسْلَمَ عرضُ الأمة وتبرأَ جموعُ الصحفيين البُرَآَءِ من جريمة التلوث بشيء من تلك الجريمة. ثالثًا: وإن الأمة كلَّها مُسْتَنْفَرَةٌ شرعًا لمناهضة تلك الجريمة والمجرمين الذين يقفون وراءها بكل سبيلٍ ممكن، وليست الأمة بعاجزةٍ عن الثَّأر لعِرْض نبيها صلى الله عليه وسلم، إن لم تفعل(تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ)، فما كان لمثل تلك الجريمة أن تظهر مُسْتَعْلِنَةً وفي هذا الوقت على غير تقدير من المجرمين لما بعدها. رابعًا: وإن الدولة إن لم تسارع بالمناهضة لهذه الجريمة تكون قد فرَّطت فيما بقي لها من شرعيَّةِ بقائِها، وَآَذَنَتْ ربَّها جلَّ جلالُه بالحرب؛ «مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آَذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ»؛ فكيف بمن يعادي خيرَ الخلق ومن يتستَّر عليه؟ ((وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ))(الشعراء: من الآية227).