حرك العشق لتراث عسير عددًا من الأطفال لرسم قلاع الوطن وتمثيل صروحها العملاقة من جديد من خلال فنون البناء بالطين واستحداث خلطه بالماء لبناء منازل من الطين بأشكال جميلة ومميزة، وقالت ريما القحطاني إنني أرى دائما بيوتًا قديمة، وكنت أتساءل في نفسي ما هذه القمم المتهالكة وعند سؤالي لوالدي أجابني بأنها بيوت أجدادنا والتي صنعت بأيديهم عن طريق خلط الماء بالطين. كما أنني قد زرت بعض البيوت القديمة وتجولت داخلها فأعجبت كثيرا بفكرتها، وكنت أحاول دائما لعمل مثل تلك البيوت بيدي كتمثال، وكثيرًا ما أقوم بهذه الهواية، التي أرى أنها قد تعتبر فنًا ويمكن لنا أن نبدع فيه لكي نوصل تراثنا بطريقة جميلة للأطفال. كما أنني أجد الكثير من الفتيات مغرمات باللعب بالتراب، حيث إنهن يستطعن تشكيل ما يريدن بصورة مصغرة وفي متناول أيديهن. كما بيّنت لمى عادل أن رؤيتها لبيوت الطين كانت هي الدافع لما تقوم به. وقالت: أريد أن أرى بيوتًا من طين غير متهالكة لأرى كيف كان أجدادنا يعيشون داخلها. وكنت أعتقد أن تلك البيوت فقط للزينة، كما أنني كنت أتساءل عن مدى الاستفادة منها، وهل هي فقط للزينة وفوجئت بأنها كانت الملاذ الوحيد لمن سبقونا بل إنها قلاع لحماية البلد من أعدائه، وهذا ما أدهشني لقوة تحملها وهي ليست من حديد، كما أنها تمتلك مواصفات لا يمتلكها أي قصر من قصور هذا الزمان. المدينة