حذّر فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة المشرف العام على مؤسسة "الإسلام اليوم" من المظاهر السلبية لاستخدام الشباب العربي لشبكة المعلومات الدولية "الإنترنت" ، قائلاً: لا أقول هلك الناس ولكن "حطوا بالكم". وقال: إن دراسة أعدتها باحثة وإعلامية بحرينية في إحدى الجامعات الأردنية عن استخدامات "اليوتيوب" توصلت إلى أن أكثر من يدخلون على هذا الموقع في الخليج العربي تتراوح أعمارهم من سن 14 إلى 27 وأن هؤلاء يشكّلون نحو 70% من سكان دول الخليج وبالخصوص المملكة العربية السعودية. مواقع ولقطات إباحية وأوضح الشيخ سلمان في حلقة من برنامج "حجر الزاوية" على فضائية mbc ، وجاءت تحت عنوان "العفة": أن الدراسة أشارت إلى أن معظم هؤلاء الشباب يدخلون على المواقع و اللقطات الإباحية والمشاهد الفضائحية من الجنس والرقص والغناء ، وإذا انتقلوا منها فإنهم ينتقلون إلى الرياضة والسباحة النسائية وإلى أشياء من هذا القبيل ، فضلاً عن أن الكلمات التي تترد هي في الغالب كلمات "بنات"، " جنس" وكلمات أخرى يستحى من ذكرها لأنها تصف الأعضاء الداخلية للبشر، وأيضاً الأشياء التي يضيفونها لأن هذا إعلان تفاعلي فما يضيفه الفتى أو الفتاة في اليوتيوب هو أيضاً من هذا القبيل . وأردف الدكتور العودة: أن هذا في الواقع يدفعنا إلى أن نطرح السؤال: هل انتهت الخصوصية؟ كذلك يجب أن نطرح سؤالاً آخر عن القيم الأخلاقية، والمبادئ الفكرية، والعلاقات الاجتماعية، ومدى تأثير وفاعلية الأسرة في الأولاد والبنات. وأكد الشيخ سلمان أنه لا يريد أن يقع فيما يحذّر منه وقال: "أنا لا أريد أن أقول هلك الناس فأقع فيما حذّر منه النبي -صلى الله عليه وسلم- لكن أريد أن أقول حطوا بالكم". وفي الحلقة التي خصصت للحديث عن العفة أكد الشيخ سلمان العودة أنه من الخطأ أن نحصر العفة هي فقط في لباس معين أن أن نعتبرها هي غشاء البكارة كما يقول البعض، وهو المعنى الذي يتم التركيز عليه في مجتمعنا الشرقي، مؤكداً أن العفة هي معنى قلبي، حيث يوجد 2% من النساء يولدن بدون غشاء بكارة، كما أن كثير من الأغشية قد تزول بسهولة بسبب حركة أو حمل شيء ثقيل أو حتى عبث أو أي سبب من الأسباب. وأوضح فضيلته أنه قد يزول غشاء البكارة فعلاً بخطأ، ولكن الفتاة تابت من هذا الذنب وأقلعت وندمت وصدقت، فإن الله -سبحانه وتعالى- يتوب على من تاب، ويرجع من الذنب كمن لا ذنب له، بل أفضل، كما يقال أن داود عليه السلام بعد التوبة كان خيراً منه قبل المعصية أو قبل الذنب. غشاء صيني وكشف الشيخ سلمان عن أن أحد المواقع على شبكة الإنترنت يدعى "دي برس" نشر خبراً يشير فيه إلى أن هناك غشاء صيني يباع الآن في عدد من الدول العربية، ربما ليس له رواج في مكانه الأصلي الذي صنع فيه ولا يحتاج إلى تسويق، لأن رواجه بتطلب أهل الحاجات له، فنحن نسمع كثيراً عن عمليات الترقيع و الترميم لغشاء البكارة بمبالغ طائلة وفي عيادات ومواقع متخصصة وسرية في كثير من الأحيان، إذاً غشاء البكارة هنا غشاء مصنوع بهذا المبلغ 15 دولارا ولا يُكلّف شيئاً ولا يحتاج إلى عملية. وأضاف فضيلته أنبه أبنائي من الشباب الذين كثيراً ما يقع عندهم صدمة في الليلة الأولى من الزواج، فالأمر قد يكون شيئاً عادياً ولا داع لأن يكون الأمر كله مرتبط بهذا المعنى، فالإنسان عليه أن ينظر إلى هذه الفتاة التي أمامه، أخلاقها، قيمها، تعاملها معه، استقامتها. الترميم..جائز لحفظ حياتها وأوضح الدكتور العودة أن هناك خلافاً بين الفقهاء حول ترميم غشاء البكارة، ورجح فضيلته أنه إذا وُجدت التوبة عند الفتاة فإنه يجوز لها أن تفعل ذلك حفاظاً على نفسها وعلى حياتها وعلى مستقبلها ؛ لأنه من النساء مَن تُقتل، مشيراً إلى أن إحدى المنظمات العالمية ذكرت أن خمسة آلاف امرأة تقتل سنوياً بسبب هذا الأمر أو ما يسمى ب"جرائم الشرف". كما أن الصحف الأمريكيةوالغربية والكندية تتحدث عن البنتين سارة وأمينه واللتين قتلهما والدهما، وكذلك بنت ثالثة لأصل باكستاني قتلت مراهقة بسبب شيء من هذا القبيل وكثير من وسائل الإعلام الغربية تنفخ في هذا البوق وتزعم عن أن هذه هي الثقافة الإسلامية، بينما نحن نجد أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أفتى في خصوص في هذه المسألة، فعندما جاءه سعد بن عبادة وقال : لَوْ رَأَيْتُ رَجُلاً مَعَ امْرَأَتِى لَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ غَيْرَ مُصْفِحٍ، فَقَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - «أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ، لأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّى»، ومن أجل غيرة الله تعالى حرّم الفواحش ولكن مع ذلك لم يأذن الله -سبحانه وتعالى- بأن يتولى الإنسان بنفسه تنفيذ القانون أو المبالغة في العقوبة أو ما أشبه ذلك وإنما يكون هناك تربية و عقوبة أيضاً، فالأب أحياناً قد يعاقب بالقدر الذي يسمح له به الشرع، مثل الهجر أو المنع وما أشبه ذلك