دعا مدرب وخبير إداري سعودي إلى ضرورة تبني منظمات العمل الخيري لفكر تنمية الإبداع لاسيما أن العمل الخيري والتطوعي ليس عملاً عشوائياً بل عمل مبني على أسس وقوانين، محذراً من أن انعدام الفكر الإبداعي في إدارة المنظمات الخيرية يفقد العاملين في هذه المنظمات مفاهيم الإبداع الذي يساهم في ريادة المشاريع والبرامج التطوعية والخيرية. جاء ذلك في دورة تدريبية قدمها خبير الإدارة والسلوك التنظيمي الأستاذ طلال بن محمد سعيد طوله لمنسوبي ومنسوبات جمعية البر بجدة تحدث فيها عن السلوك الأخلاقي لمنسوبي القطاع الخيري وأهمية التحفيز والإبداع في العمل الخيري، مشيداً بمثل هذه البرامج التدريبية التي تنظمها جمعية البر بجدة لتطوير مهارات الإبداع لدى العاملين في مجال العمل الخيري وإكسابهم المهارات اللازمة لتحقيق التميز وتقديم خدمة أفضل للمستفيدين. وتناول المدرب في الدورة التدريبية تعريف الإبداع والذي يعرف بعملية ينتج عنها عمل جديد، مشيراً إلى أن الإبداع ليس مجرد محاكاة لشيء موجود، بل هو اكتشاف علاقات ووظائف جديدة, ووضعها في صورة جديدة، كما أنه يعرف بالنظر إلى المألوف بطريقة غير مألوفة. وربط المدرب بين مفهوم الإبداع والسلوك الأخلاقي والذي يقوم على مجموعة من القواعد والأسس التي يجب التمسك بها والعمل بمقتضاها ليكون العمل ناجحاً ويحقق مبتغاه فضلاً عن أن الإبداع يساهم في هذا التميز ويجعل من العمل أكثر تأثيراً وعطاءً. وعدد المدرب سمات شخصية المبدع والتي يمكن تطبيقها في حقل العمل الخيري ومنها الثقة، والابتعاد عن الروتين، والميل إلى إيجاد أكثر من حل واحد لأي مشكلة، والقدرة على فهم دوافع الآخرين، وسعة الأفق، والقدرة على التحليل والاستدلال، والتمعن في الأفكار الجديدة، وعدم الميل إلى التعصب والتحامل، والقدرة على الإصغاء الجيد، والاستعداد لتحمل أخطاء المرؤوسين. وأبان المدرب بأن المشاريع الخيرية تتضمن الكثير من الإبداع إذا تم البحث عنها وتحفيز الموظفين للعمل بها لاسيما، ويتم ذلك من خلال رصد الأفكار الإبداعية وتدوينها والنظر فيها من زوايا مختلفة والعمل على تغيير الروتين الحاصل، والتوكل على الله، مشيراً إلى طرق تنمية الإبداع من خلال الإبداع بتوضيح الأهداف، والتفكير بالمقلوب، والدمج بين العاملين في الإدارات، وإعادة وصف المشاريع، وتكوين مجالس الإبداع، والإبداع بالأسئلة غير المألوفة، والعمل على تنظيم جلسات للإبداع بالعصف الذهني. وفي ختام الدورة حذر المؤلف من معوقات الإبداع عبر الشعور بالنقص، وانعدام القدرة على التحدي والمجازفة، وجهل الرؤساء وجمود تفكيرهم ومحاربتهم للأفكار الإبداعية والتطويرية، انعدام التشجيع وضعف الحوافز المقدمة للمبدعين، والرضا بالواقع والركون إليه وإتباع سياسة كل شيء على ما يرام، ونقص المعلومات، وعدم استشعار المسئولية، والتردد أو الخوف، وسوء إدارة الوقت، وأخيراً سرقة جهود الآخرين. يُشار إلى أن الدورات التدريبية التي تقيمها جمعية البر بجدة لمنسوبيها تأتي ضمن سياساتها التطويرية لتأهيل وتطوير قدرات الموظفين والموظفات في جميع وحدات وأقسام الجمعية من خلال إمدادهم بالدورات التدريبية المختلفة والتي تساهم في إكسابهم الخبر والمعرفة بالمفاهيم الإدارية لتحقق رسالة الجمعية التي تصبو إليها.