- محمد طامي - تعكف جهات مختصة حالياً، على دراسة لتصحيح أوضاع جاليات أخرى في السعودية، خصوصاً بعد النجاح الذي حققته لجنة تصحيح أوضاع الجالية البرماوية أخيراً. وكشف مدير فرع وزارة الخارجية في منطقة مكةالمكرمة السفير محمد أحمد طيب ل «الحياة» عن وجود نية لدى الحكومة السعودية لتعديل أوضاع جاليات أخرى، بعد «الإنجاز التاريخي الفريد» الذي تحقق في تعديل أوضاع الجالية البرماوية في المملكة، على حد قوله. وقال طيب عقب حضوره حفلة إطلاق مركز الروهينغيا العالمي في مقر منظمة المؤتمر الإسلامي في جدة أمس، إن السعودية تعمل مع القضية البورمية على شقين، الشق الأول داخلي من خلال إنجاز مشروع تعديل أوضاعهم في السعودية ومنحهم إقامات مجانية، بينما يتركز الشق الثاني في الجانب السياسي الخارجي من خلال العمل مع المنظمات الأممية لإلغاء قانون المواطنة الذي ينكر حقوق المواطنة لأبناء الروهينغيا بعد أن أقرته الحكومة البورمية. وأكد أن اللجنة المختصة بتعديل أوضاع الجالية البرماوية في السعودية لن تستثني من عليهم قضايا أو مخالفات نظامية، إنما ستتم محاسبة من تثبت عليه مخالفات أو تجاوزات نظامية، بيد أن اللجنة ستمنحهم تعديل الوضع، مضيفاً «ليس هناك ضوابط معينة، فكل من يثبت أنه برماوي سيكون مرشحاً للحصول على إقامة نظامية وتعديل وضعه». من جهته، وصف شيخ الجالية البرماوية في السعودية أبو الشمع عبدالمجيد الأركاني تعديل أوضاع أبناء الجالية البرماوية بأنها خطوة «مباركة وإنسانية وفريدة من نوعها»، مشيراً إلى أن شعب الروهينغيا لا يزال يتعرض لأنواع عدة من العذاب والاضظهاد والتشريد في موطنه الأصلي. وأوضح أبوالشمع أن مركز الروهينغيا العالمي سيكون منبراً لتعريف العالم بأوضاع المسلمين الروهينغيا في بورما، مبيناً أن حملات التطهير العرقي وحملات الاضطهاد تزايدت بشكل كبير في الأسبوع الماضي. وقال إن الوضع في المنطقة هناك يسير من سيئ إلى أسوأ، ولا يزال الشعب البورمي ينتظر تحرك دول العالم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من المضطهدين والمستضعفين، ووقف أشكال التمييز والاضطهاد الذي يتعرض له الرجال والنساء والشيوخ، مؤكداً أن السعودية تعد من أهم الدول الداعمة للشعب الروهينغيا، وبذلت ولا تزال تبذل جهودها كافة لتحقيق العدالة لهم. وعبر الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي عن قلقه العميق، لاتساع دائرة العنف في ميانمار من جانب متشددين بوذيين، مشيراً إلى أن العنف في المنطقة لم يتوقف منذ اندلاع شرارته في ولاية آراكان، ليشمل خلال الأيام القليلة الماضية، مدناً ومناطق أخرى، وبخاصة في مدينة ميكتيلار في منطقة مندلاي وسط البلاد، إذ راح ضحيته عشرات من المسلمين، إذ جرى إحراق منازلهم وممتلكاتهم التجارية والسكنية، إضافة إلى حرق ثمانية مساجد، وعدد من المدارس، الأمر الذي أسفر عن فرار المئات بعائلاتهم.