أعرب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي، عن شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لما «يولي مجتمع الروهينغيا المسلم من دعم، ولاستضافته الكريمة لأبناء هذه الأقلية، وتمكينهم من فرص العيش والعمل في المملكة العربية السعودية، منوّهاً بالحدث المميز الذي شهدته مدينة مكةالمكرمة أمس (السبت) الذي تمثل في البدء بتصحيح وضع الجالية البورماوية في المملكة». كما أعرب الأمين أوغلي في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية أمس، عن قلقه العميق وانشغاله لاتساع دائرة العنف في ميانمار من متشددين بوذيين، مشيراً إلى أن العنف هناك لم يتوقف منذ اندلاع شرارته في ولاية آراكان غرب البلاد، لتشمل خلال الأيام القليلة الماضية مدناً ومناطق أخرى، خصوصاً في مدينة ميكتيلار في منطقة مندلاي بوسط البلاد التي راح ضحيتها عشرات من المسلمين، إذ جرى إحراق منازلهم وممتلكاتهم التجارية والسكنية، فضلاً عن حرق ثمانية مساجد، وعدد من المدارس، ما أسفر عن فرار المئات بعائلاتهم. وقال أوغلي في خطابه أمام حفلة تدشين مركز الروهينغيا العالمي في مقر المنظمة أول من أمس: «إن استمرار هذا العنف غير مقبول، وهو دليل جلي على السلبية التي تنتهجها الحكومة في معالجة التوترات العرقية التي اندلعت الصيف الماضي، والمستمرة إلى اليوم، مطالباً السلطات هناك بأن تتحمل مسؤولياتها في معالجة الأسباب الجذرية للمسألة، لحفظ أرواح جميع أبناء شعب ميانمار وممتلكاتهم من دون تمييز». وأضاف: «إن الطغمة العسكرية التي حكمت ميانمار نحو عقود اقترفت انتهاكات صارخة لاتفاقات حقوق الإنسان الدولية»، مطالباً اليوم، ومع تحول ميانمار إلى مجتمع أكثر ديموقراطية، بألا يتخلف أبناء الروهنغيا عن الركب خارج سياق هذه التطورات، وأن يتم إعطاؤهم حقوقهم كاملة غير منقوصة بوصفهم مواطنين في هذا البلد. وشدد أوغلي على أن منظمة التعاون الإسلامي تواصل دعمها ومشاركتها في المساعي والمبادرات الجادة الوطنية منها والإقليمية والدولية الرامية إلى إيجاد حلول سلمية دائمة للمشكلات في ميانمار. مؤكداً دعمها لعودة اللاجئين واستعادتهم لحقوقهم وامتيازاتهم التي حرمتهم منها السلطات. من جهته، قال مدير فرع وزارة الخارجية في منطقة مكةالمكرمة السفير محمد أحمد طيب الذي شارك في الحفلة، إن المملكة العربية السعودية فتحت ذراعيها للجالية البرماوية منذ أيام الملك المؤسس، ومنذ الأيام الأولى لمحنة هذا الشعب، إذ استمر تدفق أبناء الأقلية، مشيراً إلى أن المملكة وفّرت لهم الجوار الناعم بجوار قدسية المسجد الحرام. وأكد السفير طيب أن المملكة العربية السعودية تؤازر منظمة التعاون الإسلامي التي تقوم بدور تاريخي في تثبيت حقوق الروهينغيا، إذ استطاعت المنظمة بدعم المملكة والدول الشقيقة من إلغاء قرار تقدمت به ميانمار في الأممالمتحدة، لإبطال حق أقلية الروهينغيا في المواطنة.