- عبد العزيز المنيع - قال د. العمر خلال وقفته الأسبوعية بمسجد خالد بن الوليد في العاصمة الرياض "لفت نظري كثرة الناصحين الآن من العلماء وغيرهم في قضايا كثيرة, كقضايا حقوق الناس, والمظالم, وقضايا الموقوفين, ولكنك تلحظ استجابة ضعيفة جداً لهؤلاء الناصحين". وتعجب الشيخ العمر من المسؤولين الذين دائماً ما يعلنون أن أبوابهم مفتوحة, فإذ بأبوابهم مغلقة في وجه الناصحين, و قد لا يُكتفى بأن يطلب منهم الرجوع, بل قد يوقفون ويسجنون ويؤذون وقال هذا أمر "مخيف" متسائلاً " لماذا لا نرى استجابة, مع كثرة الناصحين, ومع أن الأمة عامة وبلادنا خاصة تعيش في ظروف استثنائية وقد انتشرت الفتن. وأوضح الشيخ العمر أن الله عز وجل قد أهلك أقوماً عندما دلهم الله على طريق الهداية فرفضوها مثل قوم ثمود الذين قال الله فيهم " وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَىٰ عَلَى الْهُدَىٰ فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ" وقال الشيخ العمر " نخشى من مثل هذه الآية, حينما يقوم أهل العلم وطلبته بالإرشاد إلى طريق الخير فلا يستجاب لهم". وأضاف " كم وقف الناس على موضوع تأنيث المحلات النسائية, أو ما يجري في وزارة التربية والتعليم والاختلاط, ومعرض الكتاب لكن لا يجدون استجابة" محذراً من أن المسؤولين الذين لم يستمعوا للناصحين ولم يستجيبوا لهم, يخشى عليهم أن ينطبق فيهم قول الله تعالى " فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ" وبين الشيخ العمر أن من القضايا الخطيرة أيضاَ ما يعمد إليه بعض المسؤولين ممن هم حول الحكام من حجب الحقائق والوقائع عنهم, وخاصة المتعلقة بالرعية والمظالم, محذراً من أن ذلك سوف يجر بالويلات والوبال على الجميع, مشدداً على ضرورة أن يقوم من هم حول الحاكم بتبليغه عن كل ما يدور بأمانة وشفافية, وأن تنقل له الصورة كما هي دون زيادة أو نقصان. ودعا إلى أن يقوم كل منا بواجبه بالدعوة إلى الله عز وجل بالحكمة والموعظة الحسنة, محذراً طلبة العلم من اليأس والاستسلام والتقاعس عن واجبهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بذريعة أنه لم يستجب لهم, مذكراً إياهم بقول الله تعالى " وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا ۙ اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ". وأكد على ضرورة أن تكون الدعوة والنصيحة مقترنة بالحكمة والبصيرة, وأن تدفع المفسدة الكبرى بالمفسدة الصغرى إن اضطررنا إلى أي منهما, وأن ينظر في عواقب الأمور قبل الإقدام على أي عمل, وقال "إننا نريد المحافظة على هذا البلد وأمنه فلا ينبغي أن نأتي بعمل يؤدي إلى عكس ذلك". واختتم الشيخ العمر " نسأل الله أن يحفظ بلادنا من كل سوء, وأن يوفق ولاة أمرنا لكل خير, وأن يوفقهم لقبول نصح الناصحين من المصلحين أينما كانوا ". (موقع المسلم )