توفي أول جراح تجميل إماراتي، الدكتور علي النميري، في حادث مروري عند تقاطع «ديرة سيتي سنتر»، مساء أول من أمس، عقب خروجه مباشرة من مستشفى الخليج الطبي. وقال مدير الإدارة العامة للمرور، اللواء مهندس محمد سيف الزفين، إن «الحادث وقع حين كان النميري في طريقه إلى الجسر العائم، وفوجئ بسيارة يقودها شخص هندي تقطع الإشارة الحمراء، فاصطدم بها وسقط على رأسه ميتاً من شدة الصدمة». وأوضح الزفين أن جراح التجميل المعروف كان يسير في طريقه الطبيعي مستقلاً دراجته من طراز «هارلي»، مشيراً إلى أن سائق المركبة المتسببة في الحادث قطع الإشارة الحمراء فجأة تجاه اليسار، ما أدى إلى وقوع التصادم. وأضاف أنه تبين من خلال المعاينة الأولية للحادث أن المتوفى لم يكن يرتدي خوذة قوية لحماية رأسه، بل كانت خوذة مصنوعة من القماش، لذا تأثر رأسه بقوة الصدمة التي تعرض لها، بعد أن دفعته السيارة الأخرى أمتاراً عدة قبل أن يسقط على الأرض. وأشار الزفين إلى أنه لم يكن يعلم أن الدكتور علي النميري أحد محترفي قيادة الدراجات النارية، معرباً عن أسفه لوفاة جراح التجميل المواطن، وعن تعازيه لأسرته. يشار إلى أن النميري استشاري جراحة تجميل معروف، ونائب رئيس اتحاد الأطباء العرب، واستشاري جراحة التجميل ورئيس قسم الحروق في مستشفى راشد سابقاً، وهو من أبرز مؤسسي مجموعة الدراجين (نمور الإمارات). إلى ذلك، أفاد اللواء الزفين بأن ثمة اجتماعات تنسيقية عقدت، أخيراً، مع هيئة الطرق، تم التشاور خلالها حول التقاطعات المرورية التي تختلف فيها إشارة المتجه إلى الأمام مباشرة عن المتجه إلى اليسار من الاتجاه نفسه، لأنها تثير أحياناً ارتباك بعض السائقين الذين يتحركون حين يرون الإشارة تتحول إلى خضراء للمتجهين إلى الأمام مباشرة، فيتحركون بدورهم، غير مدركين أن إشارتهم لاتزال حمراء، ما يسبب حوادث تكون قاتلة غالباً، مثل حادث الدكتور علي النميري. وأوضح أن هناك تفاهماً كبيراً في هذه الناحية بين مرور دبي وهيئة الطرق والمواصلات، ومن المتوقع أن تجري بعض التعديلات استناداً إلى تنسيق مشترك، لافتاً إلى أن تحول الإشارة بهذه الطريقة مطبق في دول كبيرة، مثل الولاياتالمتحدة، لتقليل مؤشر الزحام، لكنه يكون مربكاً في بعض الأحيان للسائقين غير المنتبهين. وللطبيب الراحل نجاحات طبية كبرى في الدولة في مجال جراحات التجميل، خصوصاً في مجال إزالة آثار الحروق، وكان الراحل مهموماً بمواجهة «فوضى طب التجميل» في الدولة، إذ نشرت له «الإمارات اليوم» تقارير عدة، يكشف فيها «جرائم يرتكبها أشخاص غير متخصصين في مجال التجميل»، من بينها «حالات لأشخاص آسيويين يطوفون المنازل لإجراء عمليات تجميلية للنساء والرجال في المنازل، بمواد مجهولة المصدر». كما كشف عن «حفلات تجميل جماعية تقام في المنازل، يجريها أشخاص غير متخصصين، من دون مراعاة لقواعد التعقيم الطبي، ما يتسبب في نقل الأمراض». وكان النميري رئيساً لجمعية الإمارات الطبية، وخلال فترة توليه هذه المهمة كان حريصاً على بحث مشكلات الأطباء ونقلها إلى المسؤولين بمختلف درجاتهم لحلها. والدكتور النميري حصل على بكالوريوس الطب والجراحة من جامعة القاهرة عام 1979، وبعدها الدبلوم العالي للجراحة المجهرية والجراحات الدقيقة من جامعة ليون بفرنسا عام 1988، ثم نال درجة الأستاذية في العلوم الطبية من جامعة ليون عام 1989، وزمالة كلية الجراحين الدولية الشعبة الفرنسية 1990. وعمل طبيباً مساعداً في جامعة ليون بكلية الطب قسم علوم الفم والفكين، كما عمل مدرساً في القسم الأكاديمي للجراحة في كلية دبي الطبية، وكان آخر منصب له هو المدير الطبي العام لمستشفى الخليج التخصصي لجراحة التجميل بدبي، وقبل أيام احتفل النميري بزفاف نجله حسين، في حفل كبير حضره كبار المسؤولين في الدولة.