- مشاعل علي - شهد يوم أمس (الخميس) الذي يعد يوم استلام الرواتب الرسمي لموظفي القطاع الحكومي، ويوم الإجازة الأول في مسيرة معرض الرياض الدولي الكتاب، إقبالاً هائلاً من الزوار والمشترين، وملأ الزوار حقائبهم وعرباتهم بكتب وإصدارات دور النشر، في صورة معبرة تدل على الرغبة الشديدة الشرائية، ولم يكد ركن من أركان الدور المنتشرة في ردهات المعرض يخلو من زائر أو مشتر، في صورة حيّة تنبئ عن شغف اقتناء الإصدار المقروء والمرئي والمسموع في معرض الرياض، وغصّت الممرات بالمرتادين والمقتنين عن آخرها، وامتلأ الممر الأوسط بالمصلين وقت أداء الصلاة، في اكتظاظ ملاحظ. ونتيجة للإقبال الكبير والازدحام الشديد المصادف ليوم «نزول الرواتب» لوحظ تذمر الزائرين من قلة الصرافات في المعرض، ومن تعطل بعضها نتيجة للضغط الشديد، أو نفاد كمية النقود المتوافرة فيها. وعلى رغم زخم الحضور المذكور، فإن الصورة في منصة التوقيع النسائية بدت «باهتة»، والمكان بائس جداً (بحسب زائرات)، إذ وضعت منصتان للنساء، وجعلت في «جناح الطفل» حيث المكان لا يحوي «سماعات» لمكبرات الصوت، ولا للإعلان عن حفلات التوقيع، وحيث لا حضور إلا للأطفال مع أمهاتهم أو آبائهم، الذين لم يحضروا سوى إرضاء للتنزه، أو شراء بعض الكتب للأطفال (بحسب زائرات أخريات)، وقالت زائرة: «على رغم تولّي الوزارة للمعرض، ومنذ سنوات طويلة لم تصل إلى حل لهذا الأمر، فمكان النساء وضع مع الأطفال، إرضاء ل«متشددين» يقفون حول المكان بالمرصاد، وكأنما هم أمام متهمة، وليست كاتبة مثقفة توقع كتابها لجماهيرها وقرائها». وتابعت: «هذا الإقصاء لا يزال مستمراً، في المكان الذي يجب أن يعنى بثقافة الحوار والسلوك، ويجعله عنواناً لهذا العام، وهو المعرض الذي يحتفي بالعديد من السيدات». وتابعت: «من التناقض أننا لاحظنا أن المنصات الإعلامية كانت مسلطة عليها الكاميرات وأجهزة الإعلام، أمام جموع غفيرة من الضيوف والمثقفين وأجهزة الإعلام، لكن في الوقت ذاته يُقصى عنها المثقفات ويتمّ إبعادهن عن العيون، ويصنفن من ضمن الفئات المستضعفة، في حين أن أكبر قيادات الوطن تبرزهن، وتجعل لهن مكانتهن، ويُقدمن أمام العالم». وأبدت الكاتبة بسمة السيوفي امتعاضها من ترتيب المعرض لتوقيعات النساء، وقالت: «المكان بدا غير ملائم ولا يليق إطلاقاً»، وكانت الكاتبة سهام محمد ستوقع في المنصة المقابلة، ولكنها انسحبت حين رأت المكان ما اعتبرته «عنصرية ضد النساء».