شهد اليوم الثاني لمعرض الرياض الدولي للكتاب إقبالاً كبيراً من الزوار الذين توافدوا منذ التاسعة صباحاً على البوابات للدخول, ولوحظ الإقبال من العائلات الذين جاؤوا للنزهة والشراء والتجوال في المعرض، مستفيدين من الإجازة الأسبوعية, وسجلت النساء حضوراً كبيراً لليوم التالي على التوالي, كما سجلت عملية الشراء ارتفاعاً كبيراً رغم الشكوى العامة من الجميع من ارتفاع أسعار الكتب وتفاوت سعر النسخ من دار إلى أخرى بشكل كبير, ولجوء المشترين إلى المساومات مع أصحاب دور العرض أثناء الشراء, والتي تخفض السعر إلى النصف في بعض الحالات, وكما يقول الناشرون إنهم يريدون البيع فأيام المعرض محدودة وهم مجبرون على ذلك، والكتب التي أتوا بها لن يعيدوها ثانية إلى بلادهم لارتفاع تكاليف الشحن, وربما يتركونها لدى دور نشر سعودية لبيعها، وهو الأمر الذي يأخذ وقتاً طويلاً, كما شوهد ازدحام شديد في المواقف المخصصة للسيارات ما اضطر الكثيرين إلى توقيف مركباتهم خارج المعرض والدخول على أقدامهم لمسافات طويلة, رغم الجهود المبذولة في عملية تنظيم الدخول والخروج. هذا، وقد شوهدت حافلات قادمة من مناطق الشرقية والقصيم ومحافظات الرياض للمعرض, ورحلات جماعية للمقيمين من خارج الرياض وعائلاتهم, فيما استقرت الأوضاع داخل أجنحة المعرض، وانتهى الناشرون من تنظيم كتبهم في الأجنحة المخصصة لهم, واختفت ظاهرة كراتين الكتب التي كانت تسد بعض الممرات أمس.
واشتكى زوار المعرض من ارتفاع أسعار الكتب, وقالوا لا توجد قوائم ولا أسعار مسجلة على النسخ, ومن ثم تخضع لمزاجية وهوى الناشر الذي يحدد السعر الذي يريد ثم يساوم المشتري, وقالوا إن الرقابة منعدمة تماماً على الأسعار, ومع ذلك نشتري, وأشاروا إلى أن هناك تفاوتاً في الأسعار بين دار وأخرى, ورصدوا قلة العناوين الجديدة, وأشاروا إلى ظاهرة كتب المقالات المجمعة للمؤلفين, فكل كاتب ينشر عدة مقالات في صحيفة أو مجلة يجمعها في كتاب ويضع لها عنواناً مثيراً أو لافتاً للنظر, وإمعاناً في التضليل فإن دار النشر تغلف هذه الكتب حتى لا يطلع المشتري على فهرس الكتاب.
ورصدت "سبق" رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أرجاء المعرض وانحصر دورهم على المرور, ولم تسجل أي ملاحظات تذكر, كما رصدت الإقبال الملحوظ على الدور التي حرصت على تلبية رغبات القارئ السعودي وسجلت زحاماً في أجنحتها، وأبرز هذه الدور الشبكة العربية للأبحاث والنشر, مؤسسة البيان, دور النشر الفكرية والثقافية, والناشرون الذين يقدمون الكتب العلمية والقانونية المتخصصة. وأبدى الكثير من الناشرين ارتياحهم للتنظيم وأشادوا بدور الرقابة, فيما حُلت مشكلة فواتير البيع التي عانى منها الناشرون أمس, وسجل أفراد المهمات الخاصة وجودهم في المعرض, كما ظهر ضعف الإقبال على منصات التوقيع من الزوار.
وعن أبرز الكتب الجديدة يقول طارق عبد العزيز من مؤسسة "البيان": إن هناك العديد من العناوين الجديدة، من أبرزها: كتاب "يجدونه مكتوباً عندهم" للكاتب فيصل بن علي الكاملي, وقراءات في عقائد الغرب للمؤلف نفسه, والفكر المنهجي عند المحدثين للدكتور همام عبدالرحيم سعيد, و "إلزام ولي الأمر وأثره في المسائل الخلافية" للدكتور عبدالله المزروع, والعرب السنة في العراق "لمجموعة باحثين", والقراءات الحداثية للقرآن الكريم ومناهج نقد الكتاب المقدس للدكتور يوسف الكلام, وآراء محمد رشيد رضا في قضايا السنة النبوية من خلال مجلة المنار (دراسة تحليلية نقدية) محمد رمضاني, ومعركة النص (المجموعة الثانية) لفهد العجلان, ومقالات في السياسة الشرعية للدكتور سعد بن مطر العتيبي, و "ينبوع الغواية الفكرية..غلبة المزاج الليبرالي.. وأثره في تشكيل الفكر والتصورات" لعبدالله العجيري, ومقالات منهجية وعقدية "لدكتور عبدالعزيز آل عبداللطيف, والتقرير الارتيادي العاشر (واقع الأمة بين الثورات والمرحلة الانتقالية).
وفي جولة في دور النشر لبلدان الربيع العربي ومدى تأثرها بالأحداث من الناحية الثقافية والنشر أكد نزار العاني مدير مبيعات دار الفكر السورية في الجناح السوري ل "سبق" أن "هذه السنة المطابع والمستودعات مغلقه نتيجة الأوضاع في سوريا، ما جعلنا نلجأ للطباعة في لبنان والشحن أيضاً من لبنان". وذكر أن نوعية الكتب تغيرت بعد الثورة السورية. فالمتواجدين من الكتاب في سوريا متحفظون علي الموضوع والحديث عن الثورة. وأيضاً نوعيات الكتب، فقبل سنتين مثلاً كنا نطبع كتباً ذات نكهة فكاهية مثل كتاب اضحك مع الظرفاء. أما الآن لا نستطيع أن نضعها بسبب الأحداث في سوريا، فأي فكاهية ودماء سوريا تنزف. وكتاب خارج سوريا من السوريين يتحدثون بحرية. فالمطابع دمرت والأمان مفقود.
أما عماد العزالي المدير العام للدار المتوسطية للنشر في جناح تونس فقال ل "سبق": إن الكتاب والكتب بصفة عامة بعد الثورة لم يعد لهم سقف للحرية بل وصلوا لحد الجرأة. الثورة أثرت في بعض الكتاب حيث للأسف الجرأة أكثر علي رجال الدين والعلماء وهذا ما لوحظ علي مؤلفات ما بعد الثورة.. أن الدين متأصل في المجتمع التونسي ولكن حجم الإرباك هو الذي فعل هذا الأشكال.. فاليسار التونسي أصبح واضحاً دوره حتى علي المؤلفات وللأسف. معروف كرهه للدين الإسلامي، عموماً الإنتاج هذه السنة جداً ضئيل.