- محمد أحمد - تحتفل ليبيا، الأحد، بالذكرى السنوية الثانية لانطلاق الثورة التي أطاحت زعيمها السابق معمر القذافي، وسط إجراءات أمنية مشددة تحسبا لأي أعمال عنف في هذا البلد المضطرب. وحذرت السلطات من محاولات أنصار الزعيم السابق لاغتنام المناسبة بهدف "زرع الفوضى". وقد أغلقت حدودها البرية في حين تم تعليق رحلات جوية عدة. وقررت مجموعات ومنظمات عدة من المجتمع المدني بينهم أنصار للفيدرالية شرقي البلاد، إرجاء تحركاتها الاحتجاجية المقررة اعتبارا من 15 فبراير، وذلك خشية أعمال عنف. وبدأت الاحتفالات منذ الجمعة في العاصمة طرابلس، وبنغازي (شرق) ثاني كبرى مدن البلاد، حيث نظم آلاف الأشخاص مسيرات سيارة وراجلة حاملين الأعلام الليبية وهاتفين شعارات تمجيدا لذكرى "شهداء الثورة". لكن هذه الأجواء الاحتفالية لم تمنع متظاهرين في بنغازي، مهد الثورة، من انتقاد السلطات الجديدة من خلال المطالبة خصوصا بمزيد من اللامركزية في السلطة، وبتفعيل دور الجيش والأجهزة الأمنية. وأكد رئيس الوزراء، علي زيدان، أنه ليس هناك برنامج رسمي مقررا لهذه الذكرى الثانية من الثورة، موضحا أن "السلطات تفضل أن تترك للشعب الاحتفال بهذه المناسبة على طريقته". لكن مصدرا في المؤتمر الوطني الليبي، صرح أن رئيس المجلس محمد المقريف سيتوجه الأحد إلى بنغازي، حيث سيشارك في الاحتفالات. وقال دبلوماسي في بنغازي لوكالة "فرانس برس" إنه على الرغم من الإجراءات المشددة التي اتخذتها السلطات بتعبئتها قوات الأمن والثوار السابقين الذين قاتلوا نظام معمر القذافي "لا يمكن التكهن بالوضع". وأضاف هذا الدبلوماسي طالبا عدم كشف هويته "نتخذ كل الاحتياطات، ولا يمكن أن نعرف ما يمكن أن يحدث". وشهدت بنغازي، التي كانت مهد ثورة 2011، سلسلة من الهجمات على مصالح غربية ومراكز للشرطة واغتيالات لمسؤولين أمنيين ومتمردين سابقين، كما أصبحت معقلا للمجموعات الجهادية.