قال رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لرعاية الأسر السعودية في الخارج «أواصر»، الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السويلم، إن هناك 4656 سعودياً منقطعاً تحت ظروف قاهرة في 30 دولة، من بينها دول الخليج والولايات المتحدة و6 دول أوروبية". وأضاف السويلم: "انعدام التواصل مع 418 سعودياً في سوريا بسبب إغلاق السفارة وسوء الأوضاع السياسية والأمنية في دمشق وبقية المحافظات"، مؤكداً "رفع توصيات إلى وزارة الداخلية بشأن معالجة الزواج من الخارج، وعن خطة لتحصين أبناء السعوديين الذين تخلى آباؤهم عنهم في الخارج من الانحرافات السياسية والاجتماعية والأخلاقية". وأشار السويلم، ضمن تصريح لصحيفة "عكاظ": "هنالك عدد كبير من الأسر السعودية في الخارج تعد منقطعة أو متعثرة، ونحن نساعد أفرادها على استخراج وثائقهم الرسمية والسعي لدمجهم مع المجتمع، وقد أوجدنا حلولاً عملية وبناءة، ومددنا لهم يد العون، وساعدناهم على العودة إلى المملكة بما يتفق مع الأنظمة الرسمية". واعتبر السويلم أن المحور الرئيس لغالبية ظروفهم هو الزواج من الخارج، فهو سبب تزايد أعداد الأسر المنقطعة، وتأتي بعدها ظروف اجتماعية تلعب الجغرافيا فيها دوراً كبيراً، كالتداخل والامتزاج الاجتماعي والقبلي والأسري في المناطق الحدودية، وخاصة في الخليج، ناحية الكويت والبحرين والإمارات. مهمة صعبة وأكد السويلم صعوبة المهمة، مؤكداً أن "أواصر" تتعامل مع 6 جهات، هي وزارة الداخلية، وزارة الخارجية، وزارة الشؤون الاجتماعية، السفارات، مؤسسات المجتمع المدني، والإعلام، موضحاً "وهذا لا يعني أننا لا نتابع طلباتهم، بل نتعمق في مساعدتهم وإنجاز جميع الإجراءات النظامية المطلوبة لاستصدار المستندات والهويات الشخصية لهم، ومتابعتها داخل أروقة الجهات الحكومية، دون أن نحملهم عناء أو مشقة، فنحن خاطبنا حتى الآن أكثر من 92 سفارة، وأرسلنا 25 دفعة لإعانات نقدية خلال الأعوام الثلاثة الماضية، من خلال وزارة الخارجية، بجانب زيارتنا لنحو 15 دولة، للوقوف على حالات عدة لسعوديين منقطعين فيها". وانتقد السويلم ما وصفه ب"اندفاع الرجل للزواج من الخارج وهو لا يراعي تباين العادات واختلاف التقاليد بين مجتمعنا والمجتمع الذي تزوج منه، فلا يوجد أي توازن بين الطرفين، وهذا السبب الرئيس لعدم استمرار الزواج، طالما أن الزوجة لا يمكنها أن تندمج في مجتمعاتنا، وبالتالي ينعكس ذلك على الأبناء، حيث يتولد لديهم شعور بفقدان الهوية". وعن الحلول قال: "نحن رفعنا دراسة إلى الجهات المعنية، ركزنا فيها على محورين: الأول تيسير الزواج في الداخل، بتقليص المهور المبالغ فيها، والتنازل عن بعض العادات القديمة والمستعصية في حفلات الزواج وما قبل الزواج، والثاني فرض شروط منطقية للزواج من الخارج، بحيث يتاح لمن لا يجد قبولاً في الداخل، لأسباب صحية أو اجتماعية". إحصائيات وعن آخر إحصائيات "أواصر" أكد السويلم: "عدد الأسر المنقطعة 1828 أسرة، وعدد أفرادها 6564، وهم موزعون على 30 دولة حول العالم. و يوجد في سوريا 283 أسرة، تحضن 814 فرداً في العاصمة دمشق وفي بقية المحافظات والأرياف". وأضاف: "في سوريا لا توجد أي قناة تواصل معهم، فالسفارة مغلقة، والأوضاع الأمنية والسياسية التي تشهدها سوريا الآن لا تسمح لنا بزيارتهم، فغالبيتهم جاؤوا إلى المملكة، بمن فيهم المتزوجون من غير إذن مسبق، بناء على مكرمة خادم الحرمين الشريفين، بينما لا يمكن أن أفيدك هل تبقى منهم أحد هنالك أو لا". وأوضح أن هناك تداخلاً اجتماعياً طبيعياً في المناطق الحدودية، "وهذا يحصل في كل دول العالم، فيوجد في الكويت مثلاً 716 أسرة، وعدد أفرادها 3232، وفي البحرين 104 أسر، تضم 455 فرداً، وتقل في الإمارات إلى 23 أسرة، تحضن 75 فرداً، وحتى في قطر وعمان، ففي الأولى توجد 23 أسرة، وأفرادها 122، وفي الثانية 7 أسر فقط، ينحصر عدد أفرادها في 23 فرداً فقط".