- محمد أحمد - بعد فترة طويلة نسبيا من فرز الأصوات بسبب تعطيل الجمهوريين, كشفت النتائج النهائية لانتخابات الرئاسة الأمريكية عن فوز الرئيس الأمريكي باراك أوباما بجميع أصوات المجمع الانتخابي بولاية فلوريدا . وعددها29 صوتا ليرتفع رصيده إلي332 صوتا في المجمع الانتخابي مقابل206 لخصمه الخاسر ميت رومني. جاء ذلك في الوقت الذي تكشفت فيه تفاصيل جديدة عن الأسباب التي وقفت وراء الكشف عن فضيحة الجنرال ديفيد بترايوس المدير المستقيل لوكالة المخابرات المركزية سي أي إيه وتورطه في علاقة غرامية مع كاتبة سيرته الذاتية. وعلي صعيد نتائج الانتخابات الأمريكية, حسمت نتائج فلوريدا المعروفه بولاية الشمس المشرقة التي تعد صاحبة تاريخ في حسم السباق الرئاسي الأمريكي,فوز أوباما بمقعد البيت الابيض بهامش74 ألف صوت, ليتجنب بذلك إعادة فرز للاصوات كان سيتم إجراؤه في حال حدوث فارق بواقع5,0% أو أقل من الاصوات. وذكر ريك سكوت حاكم فلوريدا أن النتيجة تمثل مستوي قياسيا, وأن تأجيل إعلان النتيجة لن يتكرر طويلا. وأشار سكوت في بيان إلي أن نسبة التصويت وصلت إلي مستوي قياسي لم يحدث في تاريخ فلوريدا. وبالرغم من تأكيد مسئولة في لجنة الانتخابات بالولاية أن التأجيل لم يكن بسبب وجود مشاكل بل بسبب استكمال بعض الإجراءات, إلا أن محللين أكدوا أن فوضي إعلان النتائج كان بسبب محاولة الجمهوريين تعطيل النتيجة. وأشاروا إلي أن المسئولين الجمهوريين في فلوريدا حاولوا بشكل مقصود تضليل الناخبين حول أماكن التصويت لخلق حالة عنق الزجاجة في معاقل الديمقراطيين. وأكدوا أن حاكم الولاية وقع خلال العام الماضي قانونا لتقليل عدد أيام التصويت المبكر من14 يوما إلي8 أيام فقط كما ألغوا التصويت يوم الأحد الذي سبق الثلاثاء العظيم. وعلي صعيد فضيحة بترايوس, كشف مسئولون أمريكيون عن رسائل تهديد من بولا برودويل عشيقة الجنرال السابق إلي إمرأة أخري هي التي قادت إلي الكشف عن العلاقة الغرامية التي تربطه بها. وأضاف المسئولون أن السيدة التي تلقت رسائل التهديد قد أصابها الجزع مما جعلها تتوجه إلي مكتب التحقيقات الفيدرالي أف بي أي لحمايتها ومساعدتها علي تعقب المرسل, وأدت تحقيقات المكتب التي استمرت لعدة أسابيع, إلي التوصل إلي أن التهديدات صادرة من برودويل, وهي ضابط عسكري سابق وكاتبة السيرة الذاتية للجنرال بترايوس, كما كشفت عن رسائل فاضحة بين برودويل والجنرال بترايوس. وعندما ظهر اسم بترايوس لأول مرة خلال التحقيق, خشي محققو مكتب التحقيقات الفدرالي من أن يكون قد تم اختراق حساب البريد الإلكتروني الشخصي لمدير وكالة المخابرات المركزية وإمكانية الاضرار بالأمن, ولكن الطبيعة الجنسية لرسائل البريد الإلكتروني جعلتهم يخلصون إلي أن بترايوس وبرودويل تربطهما علاقة غرامية. ولم يكشف المسئولون عن هوية المرأة التي تلقت رسائل التهديد عن طريق البريد الإلكتروني, وكذلك طبيعة علاقتها مع بترايوس, وأوضحوا أن برودويل اعتبرت أن المرأة الأخري تشكل تهديدا لعلاقتها مع الجنرال الأمريكي. وكشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن أن بردويل ضابط الاحتياط السابقة وخبيرة مكافحة الإرهاب قضت أوقاتا طويلة مع بترايوس من أجل تأليف كتاب عن سيرة حياته. وأشارت الصحيفة إلي أن جميس كلابر مدير المخابرات الوطنية علم بالأمر يوم الثلاثاء العظيم ونصح الجنرال بالاستقالة. وكان من المقرر أن تقيم بردويل احتفالا كبيرا بمناسبة عيد ميلادها الأربعين لكن زوجها أرسل رسائل بالبريد الالكتروني لإلغاء الحفل. وباءت محاولات التواصل مع برودويل وأقاربها بالفشل, كما أنها لم تدل بأي تصريحات عامة بعد كشف ارتباطها ببترايوس, وهي متزوجة من خبير إشعاعي ولديها طفلان. جاء ذلك في الوقت الذي أعرب فيه بترايوس عن أسفه للسلوك غير المقبول الذي لا يليق بقائد الذي اقترفه وتسبب في استقالته من منصبه. وقال بترايوس في رسالة إلي العاملين بالوكالة إنه توجه إلي البيت الأبيض وطلب من الرئيس باراك أوباما قبول استقالته لأسباب شخصية. ولم تمض علي رئاسة بترايوس للوكالة أكثر من عام ونصف العام, حيث قدم استقالته قبل أيام من مثوله أمام جلسة مقررة لمجلسي الشيوخ والنواب للاستماع إلي شهادته فيما يتعلق بالهجوم علي القنصلية الأمريكية في بنغازي, والتي سيشارك فيها بدلا منه مايكل موريل مدير الوكالة بالإنابة الذي كلفه الرئيس أوباما أمس الأول.