أزد - وسائل الاعلام - اعتبر وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف البحريني الشيخ خالد بن علي آل خليفة أن مبدأ "ولاية الفقيه" يشكل خطرا على أمن منطقة الخليج. وأوضح الوزير أن المصدر الرئيسي لتهديد دعائم الأمن القومي لدول المنطقة هو الفكر المتطرف المتمثل بولاية الفقيه. يشار إلى أن مبدأ ولاية الفقيه "ينص على ولاية وحكم الفقيه الذي ينوب عن الإمام الغائب في قيادة الأمة وإقامة حكم اللّه على الأرض ويتبناه كل من حزب الله والتيار الشيرازي والتيار الصدري ومن ينتمي إليهم من جمعيات وشخصيات ورجال دين". وحذر الوزير البحريني من أن هذا الفكر يستغل سياسيا هذا المبدأ "الذي حول المرجعية الدينية في صورتها التقليدية إلى مرجعيه سياسية إقليمية وهو ما يمثل خطورة تتمثل فيما يتسم به هذا الفكر من انغلاق تام، وعدم الإيمان بالمواطنة والتعايش السلمي بالمجتمعات ويعتمد على تعميق مفاهيم الطائفية السياسية، وعدم الاعتراف بمكونات المجتمع من أجل خلق واقع سياسي ذو أبعاد طائفية والسعي لاستنساخ نماذج إقليمية قائمة على أسس مذهبية". وأضاف في تصريحات نقلتها صحيفة الوسط البحرينية أن "الدعم يتمثل في أوجه كثيرة منها ربط المرجعية الدينية في دول الخليج بمرجعيات إقليمية، وتأمين الغطاء الشرعي للأعمال المرتبطة بالتطرف والإرهاب، والعمل على إنشاء جيل جديد يحمل روح الكراهية لأنظمة الحكم والطوائف الأخرى، وربط التنظيمات السياسية المعارضة بدول المنطقة بأحزاب سياسية متطرفة تتبنى الإرهاب كوسيلة، وكذلك تقديم الدعم المعنوي والإعلامي واللوجستي للحركات والجمعيات والتنظيمات المعارضة". ونبه وزير العدل البحريني إلى أن تلك السياسات أدت إلى إضعاف مفهوم التقارب بين المذاهب، والاصطدام بمحاولات المصالحة الوطنية انطلاقا من ثقافة الإقصاء والتعصب الأمر الذي أدى إلى تعميق حالة عدم الثقة بين المذاهب الدينية، وفي العلاقة مع مكونات المجتمع نتيجة لتعاظم الدور السياسي لرجال الدين في ترسيخ "قناعات وأيدلوجيات طائفية تصل إلى حد التطرف والمغالاة والعنف والإرهاب". وأشار إلى أن بعض البعثات الدبلوماسية لا زالت تتواصل مع رجال دين وخطباء وتملي إليهم توجيهات المرجعيات الإقليمية وتضع أمامهم خطط التحرك على الساحة المحلية، وأنه "من المؤسف استجابة بعض رجال الدين لتلك التوجيهات دون أدنى احترام للدولة التي منحتهم جنسيتها وقدمت لهم خدماتها وأسكنتهم أرضها". وكشف عن معلومات حول لقاء تم في الفترة الماضية بين مبعوث دبلوماسي إيراني ورجل دين، قال عنه أنه "أعطى في خطبه صك الرضا الإلهي عن أعمال التخريب وتوعد بمفاجآت، وازدادت على إثر ذلك أعمال الإرهاب والحرق والتخريب، ثم أتى في خطبة الجمعة الماضية بمحاولة يائسة للتنصل من شراك التحريض على العنف وتبريره واستخدام الطائفية التي دأب على الترويج لها منذ أكثر من عشر سنوات فعجز عن إدانة العنف، بل وانتهى إلى تبريره". وأضاف أن "أبناء دول الخليج بمختلف مذاهبهم وقفوا بصدق في وجه تلك التنظيمات المتطرفة والمشاريع الإقصائية على مر التاريخ وفي مختلف المواقع، ومارسوا دورهم الوطني في البناء والتطوير وخدمة مجتمعهم بلا تمييز". وأكد أن مملكة البحرين ومعها دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تعي مخاطر ذلك "الفكر المتطرف" وأن العزيمة ماضية نحو حماية المجتمع منه بقوة القانون، وأن دول الخليج ستظل واحة الأمن والأمان وموطنا كريما لكل مخلص من أبنائها أيا كان اتجاهه ومذهبه ممن أثبتوا الولاء لها قولا وعملا