أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالله البعيجان المسلمين بتقوى الله فيما أمر والكف عما نهى عنه وزجر, مستشهداً بقول الله تعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)). وذكر إمام وخطيب المسجد النبوي أن الله تعالى يختار للفضل محلاً ومكاناً كما يختار له وقتاً وأهلاً وأعواناً, مشيراً إلى تفضيل الله لبعض البقاع فكانت مكةالمكرمة أشرفها وشرّف المدينة بهجرة النبي صلى الله عليه وسلم فمنها انتشر الإسلام وفيها مدفنه صلى الله عليه وسلم. وأوضح أن ما بين لابتي المدينة حرام فهي مأرز الإيمان وملاذه, كما تابع فضيلته أن الله تعالى شرف المدينة ولعن من أحدث فيها أو آوى محدثاً. ودعا إلى معرفة حق المدينة واستشعار حرمتها, وقال: فعن عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (المدينة حرم من كذا إلى كذا لا يقطع شجرها ولا يحدث فيها حدث من أحدث حدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين) وعن عامر بن سعد عن أبيه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنِّي أُحَرِّمُ مَا بَيْنَ لَابَتَيِّ الْمَدِينَةِ أَنْ يُقْطَعَ عِضَاهُهَا، أَوْ يُقْتَلَ صَيْدُهَا)), كما َقَالَ: ((الْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ، لَا يَدَعُهَا أَحَدٌ رَغْبَةً عَنْهَا إِلَّا أَبْدَلَ اللَّهُ فِيهَا مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ، وَلَا يَثْبُتُ أَحَدٌ عَلَى لَأْوَائِهَا وَجَهْدِهَا إِلَّا كُنْتُ لَهُ شَفِيعًا أَوْ شَهِيدًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ))، وزاد في رواية: ((وَلَا يُرِيدُ أَحَدٌ أَهْلَ الْمَدِينَةِ بِسُوءٍ إِلَّا أَذَابَهُ اللَّهُ فِي النَّارِ ذَوْبَ الرَّصَاصِ، أَوْ ذَوْبَ الْمِلْحِ فِي الْمَاء)). وأردف "البعيجان" أن المدينة من أسماء المدينة مأرز الإيمان والدار والإيمان فبالمدينة تواتر نزول القرآن وفي المدينة شرعت الأحكام ومن المدينة انطلقت رايات الإسلام عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها). ولفت إلى أن المدينة درع منيع وحصن حصين لا تنفي خبثها وينصع طيبها وتحرسها الملائكة على أنقابها لا يدخلها رعب المسيح الدجال ولا الطاعون وَعَنْ أنَسٍ قَالَ: قَال رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم (لَيْسَ مِنْ بَلَدٍ إلاَّ سَيَطَؤُهُ الدَّجَّالُ إلاَّ مَكَّةَ والمَدينة، ولَيْسَ نَقْبٌ مِنْ أنْقَابِهما إلاَّ عَلَيْهِ المَلائِكَةُ صَافِّينَ تحْرُسُهُما، فَيَنْزِلُ بالسَّبَخَةِ، فَتَرْجُفُ المدينةُ ثلاثَ رَجَفَاتٍ، يُخْرِجُ اللَّه مِنْهَا كُلَّ كَافِرٍ وَمُنَافِقٍ) عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "على أنقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال". وبيّن أن المدينة لا يقيم بها صاحب خبث أو كيد عفَنْ عَائِشَةَ هِيَ بِنْتُ سَعْدٍ، قَالَتْ: سَمِعْتُ سَعْدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ لاَ يَكِيدُ أَهْلَ المَدِينَةِ أَحَدٌ، إِلَّا انْمَاعَ كَمَا يَنْمَاعُ المِلْحُ فِي المَاءِ). وتابع بالقول إن المدينة تنفي خبثها ن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال رسول الله صلى عليه وسلم: (إنما المدينة كالكير تنفي خبثها، وتنصع طيبها), ومضى فضيلته بالقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم دعا بمثلي ما دعا إبراهيم لمكة عن عباد بن تميم عن عمه عبدالله بن زيد بن عاصم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إن إبراهيم حرم مكة ودعا لأهلها وإني حرمت المدينة كما حرم إبراهيم مكة وإني دعوت في صاعها ومدها بمثلى ما دعا به إبراهيم لأهل مكة). وقال "البعيجان": المدينة كانت من أحب البقاع إلى رسول الله فكان صلى الله عليه وسلم يبادلها مشاعر الحب والوفاء عن عائشة قالت "لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وعك أبو بكر وبلال، فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال (اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد ، وصححها وبارك لنا في صاعها ومدها وانقل حماها فاجعلها بالجحفة) وعن أنس رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر فأبصر درجات المدينة أوضع ناقته وإن كانت دابة حركها، وخص النبي صلى الله عليه وسلم من مات بالمدينة بالشفاعة عن ابن عمر : قال قال النبي (من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها فأني أشفع لمن يموت بها). وأشار إمام وخطيب المسجد النبوي إلى ما يجب على المسلم أن يعرفه في حق المدينة وفي المسجد النبوي آكد قال تعالى ((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ))، وأكمل فضيلته بالقول بوجوب التأدب عنده بحسن الآداب.