أكد أمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور أسامة خياط، أن الخشية من الله تعالى خوفًا مقرونًا بمعرفةٍ وعلم، وعلى قدر العلم والمعرفةِ يكون الخوفُ والخشية؛ وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أشدَّ الخلقِ خوفًا من ربِّه، وأعظمَهم خَشيةً له. وأشار فى خطبة الجمعة أمس إلى أن هذه الخشيةُ نشأت من علمِهم بأنه سبحانه مالِك الكونِ كلِّه، له مقاليد السموات والأرض، إليه يرجع الأمر كلُّه، وأنه المدبر لأمور المخلوقات كلِّها، وأنّه الحيّ الذي لا يموت، القيوم الذي تقوم الخلائقُ كلُّها به وتفتقر إليه، بخلاف غيره؛ فهو عاجزٌ فانٍ لا يملِك لنفسِه نفعًا ولا ضرًّا ولا مَوتًا ولا حَياةً ولا نُشورًا، وأنَّ الخلقَ جميعًا وسائطُ لإيصالِ ما كتَبه الله وقدَّره من أقدار. وأكد الدكتور الخياط أنّ الخوفَ ليس مقصودًا لذاته، بل هو مَقصودٌ لأمرٍ آخَر، فهو وسيلةٌ وطريقٌ وليس غايةً أو هدفًا، فإنه يرتفِع بارتفاعِ المخوفِ منه؛ ولذا كان مِن حال أهلِ الجنّة أنهم لا خَوفٌ عليهم ولا يحزنون فيها؛ لزوال الخوفِ مِن العقاب، وحلولهم دارَ المقامَة والثوابِ، فضلًا من الله تعالى وإكرامًا منه لهم، جزاءَ صبرهم على طاعته، وحذَرِهم من معصيته؛ ولهذا كان الخوفُ المحمودُ الصادقُ. وأوضح فضيلته أن المؤمن جمع إحسانًا وخشية، وأنّ المنافق جمع إساءةً وأمنًا، أي من العقوبة وأثنى الله سبحانه باتّصاف الملائكة المقرَّبين بهذه الصفة، فقال سبحانه: (يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)، وأثنى على النبيِّين صلواتُ الله عليهم وسلامُه أجمعين حيث امتدَحَهم لاتِّصافهم بهذه الصفة بقوله: (الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلاَّ اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا). البعيجان: المدينةالمنورة لا يقيم بها صاحب خبث أو كيد بين إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالله البعيجان المسلمين أن الله تعالى يختار للفضل محلًا ومكانًا كما يختار له وقتًا وأهلًا وأعوانًا، مشيرًا إلى تفضيل الله لبعض البقاع فكانت مكةالمكرمة أشرفها وشرّف المدينة بهجرة النبي صلى الله عليه وسلم فمنها انتشر الإسلام وفيها مدفنه صلى الله عليه وسلم. ودعا فى خطبة الجمعة أمس إلى معرفة حق المدينة واستشعار حرمتها، وبين أن المدينة درع منيع وحصن حصين لا تنفي خبثها وينصع طيبها وتحرسها الملائكة على أنقابها لا يدخلها رعب المسيح الدجال ولا الطاعون وَأن المدينة لا يقيم بها صاحب خبث أو كيد عفَنْ عَائِشَةَ هِيَ بِنْتُ سَعْدٍ، قَالَتْ: سَمِعْتُ سَعْدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ لاَ يَكِيدُ أَهْلَ المَدِينَةِ أَحَدٌ، إِلَّا انْمَاعَ كَمَا يَنْمَاعُ المِلْحُ فِي المَاءِ)، وقال: إن المدينة كانت من أحب البقاع إلى رسول الله فكان صلى الله عليه وسلم يبادلها مشاعر الحب والوفاء.