أكد الرئيس الروسي فلاديمر بوتن، في حوار مع قنوات العربية وإسكاي نيوز وروسيا تزامنًا مع زيارته للمملكة اليوم والإمارات غدًا أن السعودية دولة صديقة لبلاده وزيارة خادم الحرمين لموسكو تاريخية وأضاف: «نولي أهمية كبيرة لزيارة المملكة العربية السعودية كرد للزيارة التاريخية التي قام بها إلى روسيا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وقال: إن «العلاقات بين السعودية والاتحاد السوفيتي كانت على مستوى منخفض على نحو ملحوظ، وخلال السنوات الأخيرة تغيرت نوعية علاقتنا تغيرًا جذريًا»،. وتابع: «نحن ننظر إلى المملكة على أنها دولة صديقة لنا، وقد نشأت لدي علاقات طيبة مع الملك وولي العهد الأمير محمد بن سلمان وتتطور في الاتجاهات كافة» ومضى قائلاً: وبالنسبة لدور المملكة العربية السعودية في المنطقة، فبالطبع السعودية تعتبر من الدول الأساسية في المنطقة بلا شك. وتقوم بدور إيجابي كبير في سوريا وبدون مساهمة السعودية في التسوية بسوريا ما كان بالإمكان مطلقًا كما يبدو لي التوصل إلى توجه إيجابي في التسوية». كما أنها تؤثر بحسب قدراتها ونطاق نشاطها في مجال الطاقة. ويمكن أن نعتبر السعودية لاعبًا ليس إقليميا فحسب، وإنما هي لاعب دولي أيضًا، فهي تؤثر على سوق الطاقة العالمية، وبالتالي على سائر الطاقة العالمية. وأشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ بدور ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فيما تمّ إنجازه في إطار اتفاق خفض الإنتاج «أوبك+»، الذي يهدف إلى إرساء الاستقرار في سوق النفط العالمية. وبيَّن أن «(أوبك+) هي مبادرة للتعاون في مجال النفط، وكل ما تمّ إنجازه في إطارها لا يصب في مصلحة المنتجين فقط؛ بل المستهلكين أيضًا، فالكل مهتمٌ باستقرار السوق العالمية أكثر من الاهتمام بأسعار النفط» وأضاف: معظم ما تمّ تحقيقه في إطار (أوبك+) تمّ بمبادرة الأمير محمد بن سلمان، ونحن دعمناها. كل ما سيعزّز استقرار السوق يجب مواجهته وتحييد المخاطر عن سوق النفط. وعن تأثير أحداث مثل الهجمات على منشآت نفطية على التعاون في إطار «أوبك+»، قال الرئيس الروسي: «إذا اعتقد شخصٌ ما أن أعمالًا؛ كالاستيلاء على الناقلات والهجمات على البنية التحتية النفطية ستؤثر في تعاون روسيا وأصدقائنا العرب أو ستدمّر تعاوننا في «أوبك+»، فهم جميعًا مخطئون؛ بل على العكس ستعمل على توحيدنا لأن هدفنا هو استقرار الأوضاع في أسواق الطاقة العالمية». وردًا على سؤال حول ما إذا كانت القيادة الروسية تراهن على الدور الذي يقوم به الأمير محمد بن سلمان، في تعزيز العلاقات الثنائية، وعلى مستقبل المنطقة، قال بوتين: «نعم، يلعب (الأمير محمد بن سلمان) دورًا ناجحًا، لدينا معه علاقات شخصية ودية جدًا، فهو المبادر في الكثير من المشروعات بين موسكووالرياض، وهذه المبادرات قائمة وتتطوّر باستمرار». وتحدث الرئيس الروسي عن الجانب الاقتصادي مع السعودية قائلاً: «بلغ النمو 15 بالمئة العام الماضي، أما هذه السنة ارتفع النمو منذ بدايتها إلى 28 بالمئة، ونحن ندرس مشروعات مشتركة. لقد أسس صندوق استثماراتنا المباشرة وصندوق الاستثمارات العامة بالسعودية قاعدة مشتركة ب10 مليارات دولار، وضع مليارين منها قيد الاستثمار، والعمل مستمر في مشروعات أخرى». وأردف: «إحدى شركاتنا، وهي سايبر هولدينغ، تدرس إمكانية بناء مجمع بترو كيمائي في السعودية بحجم استثماري يبلغ أكثر من مليار دولار». وقال الرئيس الروسي عن هجمات أرامكو: «نحن ندين أي أعمال من هذا النوع ولا يمكن أن يكون الأمر خلاف ذلك. هذا هو موقفنا الرسمي. أعلنا ذلك منذ البداية وتحدثت عن ذلك خلال مؤتمر أسبوع الطاقة في موسكو. مثل هذه الأعمال لا تحقق أي نتائج لأي طرف». وأكد أن أسواق النفط تأثرت لمدة أسبوع بشكل ملحوظ، ثم عادت مرة أخرى إلى سابق عهدها، لأن العوامل الأساسية التي تشكل السوق لن تسمح للسعر بالقفز للأسفل أو للأعلى. وأضاف بوتن «أنه على تواصل مع قيادة المملكة العربية السعودية بمن في ذلك ولي العهد، الذي ناقشته مع الحادث وأخبرته أنه من الضروري الحصول على أدلة وتحديد المذنبين»، مؤكدًا أن هناك من يقف وراء هذا العمل من حيث المبدأ. وتابع: «الأمير محمد بن سلمان اتفق معي في الرأي من حيث المبدأ، وطالبني بأن تشارك روسيا في التحقيق بهذا الحادث. وكان جوابي هو نعم». وقال بوتين: نحن ننظر إلى الإمارات العربية المتحدة كأحد شركائنا الواعدين، والقريبين جدًا. بالفعل، في العام الماضي وقعنا إعلان الشراكة الإستراتيجية والتعاون، وليس من قبيل الصدفة أن نتوصل إلى توقيع هذه الوثيقة، فهذا يدل على نوعية، وطابع العلاقات بين الإمارات العربية المتحدةوروسيا الاتحادية. يجب القول إن شراكتنا تتطور، كالشراكة مع المملكة العربية السعودية، في جميع الاتجاهات، وبما يكفي من الحيوية، أي إذا نظرنا إلى منطقة الخليج، نجد تبادلاً تجاريًا كبير الحجم يبلغ 1.7 مليار دولار، لكنه - طبعًا - غير كاف. وهذا ما ندركه تمامًا. ونعمل أيضًا مع الصندوق السيادي في الإمارات العربية المتحدة، حيث تبلغ القاعدة المشتركة حوالى 7 مليارات دولار، تم استثمار مليارين منها في بعض المشروعات. ويجري أيضًا عمل حثيث على مشروعات أخرى. والإمارات العربية المتحدة، طبعًا، تسهم بدور مهم في حل أزمات المنطقة، وتلعب - دونما أي مبالغة - دورًا يعزز الاستقرار. وقال: لن أكشف سرًا كبيرًا إذا قلت إننا على اتصال دائم مع قيادة الإمارات العربية المتحدة، بل نشأت لدينا تقاليد وممارسة معينة، فلدينا إمكانية ضبط ساعات نشاطنا على توقيت واحد، في اتجاهات وقضايا مختلفة. ونقوم بذلك، كما أرى، لما فيه فائدة كبيرة، لا لكلا الطرفين فحسب، بل للمنطقة بأسرها.