أزد - جدة - أبدى محللان تفاؤلاً باستمرار موجة الصعود في سوق الأسهم السعودية بعد عطلة عيد الفطر، في حال عدم وجود أخبار سلبية في الأسواق العالمية، لاسيما منطقة اليورو المكبلة بالديون، وفي حال استقرار أسعار النفط عند مستوياتها الحالية. وأنهى مؤشر سوق الأسهم السعودية أكبر بورصة في الشرق الأوسط تعاملات شهر رمضان على مكاسب قوية قاربت ستة في المئة ودفعته ليتجاوز الحاجز النفسي الواقع عند 7000 نقطة، ما يثير التفاؤل باستمرار الاتجاه الصعودي بعد عطلة العيد. وأقفل المؤشر في ختام تعاملات أول من أمس، (وهي جلسة التداول الأخيرة قبل عطلة عيد الفطر) مرتفعاً 0.51 في المئة عند مستوى 7004 نقطة وهو أعلى مستوياته في 11 أسبوعاً. وقال الكاتب الاقتصادي طارق الماضي: «وفقاً لتجارب السنوات الماضية دائماً عند الافتتاح بعد الإجازة إذا كانت هناك روح تفاؤلية فإنها تؤثر في السوق بشكل قوي». وأضاف: «يأتي ذلك التفاؤل من خلال تراكم الأخبار من الأسواق العالمية خلال الإجازة، لو ارتفعت حركة الأسواق العالمية خلال فترة العيد سينعكس ذلك على السوق في اليوم الأول من استئناف التداول والعكس صحيح». وبدأت البورصة السعودية عطلة عيد الفطر بعد نهاية تداول أول من أمس 27 رمضان الموافق 15 آب (أغسطس)، وستستأنف العمل يوم (السبت) الموافق 25 أغسطس. واوضح الماضي أن المستثمرين سيركزون خلال تلك الإجازة على تتبع التقارير الاقتصادية الواردة من أوروبا والصين على وجه التحديد، وكذلك على أسعار النفط وتقارير النمو أو الانكماش الاقتصادي التي قد تؤثر فيها وبالتالي على أسعار البتروكيماويات بشكل كبير. ويستحوذ قطاع البتروكيماويات السعودي على الجزء الأكبر من رسملة السوق، ويتأثر بشكل مباشر بتقلب أسعار النفط وبحركة الأسواق العالمية. وذكر متعامل في الرياض (طلب عدم الكشف عن هويته): «السوق تستهدف تشييد قمة عند مستوى 7250 نقطة وفي حال استقرار الأسواق العالمية من المتوقع أن يواصل المكاسب مستهدفاً 8000 نقطة خلال فترة تقارب الشهر». وتابع: «لا يوجد ما يثير المخاوف بشأن الأسواق العالمية، لكن لا أحد يمكنه التنبؤ بأي تغيير قد يطرأ خلال تلك العطلة الطويلة». وخلال 20 جلسة تداول شهدها المؤشر خلال شهر رمضان ارتفع 5.7 في المئة وبلغ متوسط قيم التداول 5.8 بليون ريال، وهو ما وصفه المحللون بأنه أعلى مستوى للسيولة خلال رمضان منذ عام 2005. واستهل المؤشر تعاملات شهر رمضان بقيم تداول تراوحت بين 4.1 و5.03 بليون ريال في الأسبوع الأول من رمضان، ثم واصلت الصعود في الأسبوعين التاليين لتراوح بين 6.4 و 7.3 بليون ريال. وفي الأسبوع الأخير من رمضان تراجعت قيم التداول لتدور مستوياتها بين 5.14 و 6.6 بليون ريال. وأشار الماضي إلى أن التداول في رمضان كان يتم بشكل مكثف على أسهم قطاع التأمين، لكن في آخر أسبوع انتقلت لقطاعات أخرى مثل القطاع الزراعي. وتكهن بأن تركز السيولة على قطاع التأمين سيستمر بعد العيد في حال شهدت السوق اتجاهاً إيجابياً صعودياً، أما في حال كان الاتجاه سلبياً فسيبتعد المستثمرون عن ذلك القطاع. وأضاف الماضي: «عموماً لا أرى أي شيء غير تقليدي يدعو للتشاؤم، لكن يجب مراقبة تقارير توقعات نسبة النمو في منطقة اليورو ولاسيما ألمانيا التي تعد المحرك والأمل لإنقاذ أوروبا». وأشار مكتب إحصاءات الاتحاد الأوروبي (يوروستات)، أمس، إلى أن تضخم أسعار المستهلكين في منطقة اليورو التي تضم 17 دولة بلغ 2.4 في المئة في حزيران (يونيو) على أساس سنوي، مؤكداً تقديره الأولي. وبذلك ظل التضخم في المنطقة مستقراً عند 2.4 في المئة في ثلاثة أشهر متتالية وهو أدنى مستوياته في 16 شهراً. ويترقب المستثمرون في الأسواق العالمية أنباء عن إجراءات من جانب بنوك مركزية لتحفيز النمو، ما قد يعزز السيولة، ويبقي على أسعار الفائدة منخفضة، ويشعل مخاوف تضخمية طويلة الأمد.