ازد -مكةالمكرمة - يتزامن دخول شهر رمضان هذا العام مع منتصف إجازة الصيف السنوية في المملكة، التي اعتاد السعوديون فيها على السفر خارج وداخل المملكة، هرباً من لهيب الشمس ومن الأجواء الحارة التي تشهدها معظم دول المنطقة في هذه الأشهر من العام. هذا التزامن دفع المصطافين وصنّاع السياحة إلى إعادة ترتيب أوراقهم من جديد، بعد أن بعثرها دخول شهر الصيام، وتداخل موسمي السياحة «الدينية» والسياحة «الترفيهية»، ما دفع الكثيرين لقطع إجازاتهم الخارجية والداخلية، والتوجه إما إلى المدن التي يسكنونها أو مكةالمكرمةأوالمدينةالمنورة، رغبةً منهم في مضاعفة الأجر والتزود بجرعات من الروحانية الدينية، التي تحف زوار المشاعر المقدسة. ويشكل موسم العمرة للمسلمين حول العالم إضافة إلى الإجازة الصيفية هذا العام تحدياً كبيراً للمهتمين بالسياحة في المملكة، فتداخل هذه المواسم أدى إلى ارتفاع نسبة تشغيل الفنادق والوحدات السكنية في مكةالمكرمة، ليتجاوز نسبة ال 100 في المئة، ما قد يدفع الكثير من السعوديين والخليجيين للسكن في المدن المجاورة لمكةالمكرمة مثل الطائف، وهو ما أكده رئيس اللجنة الاستشارية لمنظمي الرحلات في هيئة السياحة والآثار محمد النفيعي ل«الحياة»، بأن التوسعات في جبل عمر في مكةالمكرمة وصعوبة الحصول على حجوزات للطيران، ستدفع الكثيرين إلى البحث عن بدائل للسكن في مدينتي جدةوالطائف. ويتوقع النفيعي أن يزداد عدد القادمين إلى العمرة طوال العام من ثمانية ملايين إلى 14 مليون معتمر في هذا العام، ما سيزيد نسبة التشغيل في جدةوالطائف، ويؤدي حتماً إلى تقليل مدة الإجازة، ليجبر الكثيرين من راغبي السفر على الطيران خارج المملكة قبل رمضان أو تأجيل سفرهم إلى العيد. ويشير رجل الأعمال محمد بن ختلة، إلى أنه من المتوقع أن تصل نسبة التشغيل إلى أكثر من 100 في المئة، فيتحول القادمون إلى مكة نحو الطائفوجدة للسكن فيهما، والذهاب إلى مكة لقضاء الشعائر الدينية كصلاة التراويح، ومن ثم الرجوع إلى مساكنهم، كما هي الحال في العامين الماضيين. ويقول الناشط السياحي خالد حسناوي: «إن فترة الإجازة وتزامنها مع شهر رمضان، ستساعد على إقبال الناس للسياحة الدينية في زيارة مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة». ويوضح الخبير السياحي سمير قمصاني، أن لشهر رمضان حصة من البرامج، وأن معظم الناس يضطرون إلى قطع برامجها السياحية في الخارج والعودة إلى المملكة، ويتوقع أن تدفع إلى تنشيط السياحة الدينية، أما من الناحية الاقتصادية، فإن تداخل المواسم السياحية سيفقد صناع السياحة نصف عائدات الموسم، لقوة تأثير السياحة الدينية، ولأن البرامج السياحية في مكة و المدينة لا تحتاج إلى تسويق، كما هو الحال في السياحة الداخلية والخارجية، لأن معظم المسلمين يتمنون أن يجدوا فرصه لزيارة هذه المدن في مثل هذا الوقت من العام، وأكبر دليل على ذلك مشاهدة المصلين في المسجد الحرام، ليتأكد الشخص بعينه أن نسبة التشغيل ستكون أكثر من 100 في المئة. يذكر أن أسعار الأجنحة المفروشة والشقق، تتجاوز ال 16 ألف ريال للغرفتين شهرياً، فيما قامت بعض الشقق المفروشة بتصنيف أسعار الغرف بحسب الأسابيع، ففي الأسبوع الأول من رمضان يكون سعر الغرفة ابتداءً من 300 ريال والأسبوع الثاني تبدأ من 450 ريال و في العشرة الأواخر تبدأ من 700 ريال لليلة الواحدة.