أزد - سوريا - وليد عزيزى- وصل الموفد الدولي - العربي الخاص كوفي انان إلى دمشق أمس لإجراء محادثات مع الرئيس السوري بشار الاسد، بعد يوم من اعترافه ان خطته للحل في سورية لم تنجح وإنه ليس هناك ضمانات إنها ستنجح. وتأتي زيارة انان المفاجئة وسط تطورات لافتة على الأرض، إذ تحدث ناشطون سوريون عن «تحول نوعي» في القتال الذي تقوده المجموعات المسلحة على الارض واستخدام مقاتلي المعارضة دبابة للمرة الاولى في المعارك، وإسقاط طائرة استطلاع من دون طيار، وإنشقاقات جديدة من بينها انشقاق نحو 30 عنصرا من القوات النظامية في دير الزور. وكان الناطق باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي أعلن أمس إن انان سيزور دمشق «في اطار مهمته والنقاش مع القيادة السورية للبحث في موضوع خطة النقاط الست» التي وضعها موفد الاممالمتحدة بهدف وضع حد للعنف ووافقت عليها السلطات السورية. وقال مسؤلون في الاممالمتحدة إن انان سيلتقي الرئيس السوري اليوم. وهذه الزيارة هي الثالثة لأنان في اطار مهمته كمبعوث خاص. إلا ان هذه الزيارة تأتي وسط تصاعد كبير في معدلات العنف وتزايد الشكوك الدولية في قدرة خطة انان على الخروج بسورية من دائرة العنف. وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، للصحافيين على هامش مؤتمر دولي حول افغانستان في طوكيو: «يجب ان يكون واضحاً أن الايام اصبحت معدودة بالنسبة للذين يساندون نظام» الرئيس السوري. وأشارت إلى ان «ما قاله كوفي انان يجب ان يجعل الجميع يستيقظون لأنه يعترف بأنه لم يتم اي تحرك من قبل النظام السوري لاحترام اتفاق الست نقاط». وأضافت: «ما ان يتم وضع حد للعنف والشروع في مرحلة انتقالية سياسية، لن يكون عدد اقل من القتلى فحسب بل ستكون هناك فرصة لتجنيب الدولة السورية اعتداء كارثياً يكون خطراً على البلد والمنطقة ايضاً». ونقلت وكالة «رويترز» عن محللين ان كلينتون تقصد بكلامها احتمال ان تشن المعارضة المسلحة هجمات على مؤسسات الدولة السورية. في مقابل ذلك، قال الاسد في مقابلة مع التلفزيون العام الالماني «ايه ار دي» ان الاميركيين «طرف منحاز في النزاع. انهم يوفرون حماية ودعما سياسيا لهذه العصابات (المعارضون) لزعزعة استقرار سورية». واضاف: «على الرئيس الا يتهرب من مواجهة التحديات، ونحن اليوم نواجه تحديا وطنيا»، مضيفا «الا اننا من جهة ثانية لا يمكن ان نبقى في السلطة ما لم نكن نحظى بالدعم الشعبي». وزاد: «نحن لا نقفل الباب بوجه احد -دولة او مسؤولا- يرغب بالمساعدة لحل المشاكل في سوريا شرط ان يكون جديا وصادقا». في موازاة ذلك، حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من أن العنف الذي يجتاح سورية «اتخذ منحى أسوأ ويتجه إلى اكتساب طابع طائفي». وأشار إلى انه من الممكن أن تقوم الاممالمتحدة ب «تحرك جماعي» اذا استمرت اعمال العنف. ميدانيا، استمرت العمليات العسكرية في شمال سورية وشرقها وجنوبها ووسطها، ما اسفر عن مقتل ما لا يقل عن 45 شخصا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد إن «كتائب المجلس الثوري العسكري في المنطقة الشرقية في ريف دير الزور استخدمت دبابة تم الاستيلاء عليها في وقت سابق من القوات النظامية، في قصف مركز في منطقة الرحبة في ريف الميادين، ألحق خسائر مؤكدة في صفوف القوات النظامية». وذكر المرصد أن «استخدام الدبابة للمرة الاولى من الثوار في المعارك، بالاضافة الى اسقاط طائرة استطلاع من دون طيار في المنطقة ذاتها للمرة الاولى ايضا السبت، يعتبر تحولا نوعيا في اداء الثوار». وكان المرصد وزع شريط فيديو يظهر مجموعة من المقاتلين وطاولة وضعت عليها اجزاء حطام قيل انها لطائرة استطلاع، ويتلو احدهم بيانا يعلن اسقاط الطائرة «عندما كانت تتجسس على تحركات الجيش الحر». في موازة ذلك، بدأت القوات المسلحة السورية مناورات عسكرية تستمر أياماً وتهدف إلى اختبار «الجاهزية القتالية» للجيش السوري في مواجهة أي «هجوم مفاجئ»، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» أمس. وبث التلفزيون السوري لقطات لانواع مختلفة من الصواريخ وهي تطلق من منصات اطلاق على الارض ومن سفن في حضور وزير الدفاع السوري داود راجحة.