فرضت التطورات الأمنية والسياسية المتسارعة في سورية على المبعوث الدولي والعربي كوفي عنان تقديم زيارته إلى دمشق التي وصلها أمس، بعد أن كان مقررا وصوله اليوم، فيما تحدثت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عن "اعتداء كارثي" على سورية إذا لم يشرع بشار الأسد بانتقال سياسي للسلطة. وبدا واضحا أن كلينتون تقصد احتمال قيام المعارضة المسلحة بشن مثل هذا الهجوم على مؤسسات الدولة. وانتقد رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا أمس مطالبة عنان بضرورة أن تؤدي إيران دورا في حل الأزمة السورية. وأضاف في تصريح إلى "الوطن" أن الشعب السوري لن يدفع ثمن فشل عنان، عبر مؤامرة دولية برعاية أميركية روسية. وفيما أخفقت القوات النظامية السورية في اقتحام مدينتي الرستن والقصير، اختطف مجهولون نجل مدير مكتب الرئيس السوري سليم دعبول، في حين لم تعلن أية جهة عن تبنيها لعملية الاختطاف.
أعلنت مصادر سورية أمس اختطاف سليم دعبول نجل مدير مكتب الرئيس السوري في منطقة القلمون (60 كلم شمال)، ولم تعلن أي جهة تبنيها لاختطافه. وقالت المصادر إنه عثر على سائق سليم مقتولا، إضافة إلى إصابة ثلاثة من حراسه وهم يتلقون العلاج في المستشفى. يذكر أن والد سليم الذائع الصيت "أبو سليم" هو مدير مكتب الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد والحالي بشار الأسد وهو في منصبه منذ نحو أربعة عقود، ويملك مع شركاء له جامعة القلمون. في غضون ذلك، تواصلت العمليات العسكرية في سورية أمس، وأسفرت عن مقتل 44 شخصا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أشار إلى "تحول نوعي" في القتال الذي تقوده المعارضة المسلحة. وقال المرصد إن "كتائب المجلس الثوري العسكري بالمنطقة الشرقية بريف دير الزور (شرق) استخدمت فجر أمس دبابة تم الاستيلاء عليها في وقت سابق، في قصف مركز في منطقة الرحبة بريف الميادين، وألحقت خسائر مؤكدة في صفوف القوات النظامية". وذكر مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن "استخدام الدبابة للمرة الأولى من الثوار في المعارك، وإسقاط طائرة استطلاع من دون طيار في المنطقة ذاتها للمرة الأولى أول من أمس، يعتبر تحولا نوعيا في أداء الثوار". كما أشار إلى انشقاق نحو 30 عنصرا من القوات النظامية في هذه المنطقة من دير الزور أمس. وفي السياق، أعلن الهلال الأحمر السوري فرع حلب، عن اختطاف اثنين من موظفيه في منطقة دير حافر في ريف حلب (شمال سورية) الأربعاء الماضي. وقال الناطق باسم الفرع هائل عاصي في بيان أمس إنه "تمَّ اختطاف رئيس شعبة الهلال الأحمر في دير حافر ونائبه"، دون أن يتهم جهة معينة بعملية الخطف. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان ذكر في وقت سابق أن القوات النظامية حاولت فجر أمس اقتحام مدينتي الرستن والقصير الخارجتين عن سيطرتها في محافظة حمص، تحت تغطية من القصف العنيف الذي ترافق مع اشتباكات ضارية بينها وبين المجموعات المقاتلة المعارضة.