- هل تعلم من صاحب فكرة توزيع الغاز الطبيعي لأغراض التدفئة والطبخ في المنازل بالرياض؟. هناك حيث مركز البطين (شمال بريدة 50 كم)، أقدم الأمير فهد بن فيصل الفرحان، أول أمين لمدينة الرياض قبل نحو 61 عاماً، بحفر بئر في مزرعته في البطين ليخرج الغاز والماء في ظاهرة تعرف بالماء المشتعل في ذلك الوقت. عندها عمل الأمير فهد بن فيصل الفرحان على تطوير الفكرة، واستقدم أحد الخبراء الألمان وعمل على وضع أنبوب ضخم يفصل الماء والغاز وتمديد الغاز للمنازل القريبة وتزويدها بالغاز الطبيعي. "العربية.نت" تواجدت في مزرعة الأمير متعب بن فهد الفرحان في البطين، حيث لا تزال الأنابيب التي استخدمت في توزيع الغاز قائمة كمعلم حتى يومنا هذا. وأوضح الأمير متعب أن الفكرة عمل عليها والده قبل نحو 61 عاما عندما حفر البئر وكانت كمية من الغاز تخرج مع الماء ليتم فصلها والاستفادة منها في المنازل القريبة، حيث تم تمديد أنابيب الغاز للمنازل من محطة رئيسية تم تنفيذها. ونوه متعب الفرحان إلى أن الموقع زاره مسؤولون وملوك على مدى سنوات، ومنهم الملك سعود، وأقام فيه مع الوالد "الأمير فهد بن فيصل الفرحان"، والملك خالد، والملك سلمان بن عبدالعزيز، حيث شاهد الطريقة التي عمل عليها الوالد في ذلك الوقت. وأشار الفرحان إلى أن الأمير فهد بن فيصل الفرحان هو أول أمين لمدينة الرياض وهناك مواقع لا تزال شاهدة على التخطيط الذي قام به كما في شارع الستين بالملز والمواقع المحيطة به. ولا يزال الأمير متعب محتفظاً بالوثائق والصور التي كانت لدى والده لبعض الشواهد التاريخية، من بينها جريدة "أم القرى" التي زار فيها الملك سعود موقع المزرعة، وأقام فيها 10 أيام. الدكتور عيد اليحيى، معد ومقدم برنامج على خطى العرب، اعتبر ظاهرة الغاز والماء ظاهرة منتشرة في الجزيرة العربية قبل ثورة الزراعة في المملكة، وانقطع ظهور الغاز مع كثرة حفر الآبار الإرتوازية في الثورة الزراعية مطلع عام 1400 للهجرة بعد تقديم الدولة العديد من المزايا لزراعة القمح. وأشار اليحيى إلى أن الفكرة كانت "سابقة لعصرها" في تحويل الغاز الذي يخرج مع الماء والاستفادة منه في المنازل والتخطيط لذلك، في وقت كان فيه استخدام "الحطب" لا يزال قائماً في تلك الفترة.