رغم الانخفاض الكبير لمناسيب مياه الآبار الجوفية في كافة أرجاء واحة الأحساء، بسبب الاستخدام الجائر والمجحف للمياه الجوفية في الواحة جراء حفر الآبار بشكل عشوائي، وأمام ارتفاع فواتير المياه وزيادة تسعيرة بعض الشرائح، يتجه ملاك "فلل" كبيرة في أحياء ومخططات جديدة، وكذلك في منازل قريبة من حيازات زراعية لحفر آبار "جوفية" داخلها، وذلك باشتراك مجموعة من تلك الفلل والمنازل في حفر "بئر" واحد لعدة فلل ومنازل، وتزويدها بمحطة تحلية "صغيرة"، وامتدت أعمال الحفر للآبار إلى مباني الشقق المفروشة "السكنية" للسبب نفسه. شراكة في حفر الآبار أوضح مالك فيلا -طلب عدم نشر اسمه- تقع في حي السلمانية غرب مدينة الهفوف التابعة للأحساء، أنه شرع فعليا في البحث عن مؤسسة أو شركة تتولى حفر بئر "إرتوازية"، وذلك لتفادي ارتفاع تعرفة المياه "الجديدة"، وسيتواصل مع 3 آخرين من جيرانه للاشتراك في رسوم حفر البئر، واختيار موقع يتوسط منازلهم ويكون فيه منسوب المياه "الجوفية" أكثر من غيره، لافتا إلى أن حفر البئر أصبح ضروريا لأصحاب المنازل الكبيرة التي تقع داخل النطاق السكني والعمراني، لوجود حدائق ومزروعات ومسطحات خضراء بشكل واسع، وهي تتطلب مياه ري على فترات متقاربة، علاوة على احتياج تلك المنازل إلى الغسيل والتنظيف بشكل مستمر ودوري، وهذان الاحتياجان جديران ببلوغ استهلاك منازلهم فئة الشرائح المرتفعة للاستهلاك، وبالتالي المرتفعة في التكلفة. وأضاف أن دراسة الجدوى التي أجراها قبل الشروع الفعلي في الحفر تضمنت أن البئر بعد حفرها قادرة على العطاء لفترة زمنية تمتد لأكثر من 7 سنوات، لمجموعة من الفلل والمنازل، وستكون أقل كلفة من رسوم الفواتير. 25 ألف ريال قال المزارع محمد المسلم إن تكلفة حفر البئر تصل إلى 25 ألف ريال، شاملة أعمال الحفر وتركيب "غطاس -2 بوصة"، وبعض التمديدات الأخرى، مبينا أن هناك اختلافا بسيطا بين حفر آبار المنازل والمزارع، وهو أن آبار المنازل والفلل تتطلب عناية في الحفر، واستخدام تمديدات وأعمال حفر تضمن الحصول على مياه نظيفة بعيدة عن الملوثات في طبقات التربة والصخور، مضيفا أن متوسط أعماق الحفر للوصول إلى المياه الجوفية في الأحساء تصل إلى 120 مترا. حفظ التوازن المائي شدد عضو اللجنة الزراعية في الأحساء عضو المركز الوطني للنخيل والتمور عبدالحميد الحليبي ل"الوطن" على التوقف من حفر الآبار العشوائية، وذلك للحفاظ على التوازن المائي بالمحافظة، مع ضرورة الترشيد في استهلاك المياه الواردة من الشبكة الرئيسية التابعة لوزارة المياه، ووضع أدوات مياه "مرشدة" ستسهم في خفض فاتورة المياه للمستهلك، مبينا أنه يحتمل نضوب "البئر" في أي وقت، وبالتالي تكون عرضة لخسارة كامل تكلفة حفر البئر. خطورة حفر الآبار بدوره، أبدى الخبير في الشؤون المائية عضو هيئة التدريس في جامعة الملك فيصل بالأحساء الدكتور محمد حامد الغامدي ل"الوطن"، استغرابه من ارتفاع أسعار فواتير المياه على المستهلك، في الوقت الذي تهدر فيه المياه الجوفية دون أدنى مسؤولية وبالمجان، مشددا على خطورة حفر الآبار عند الاستهلاك الآدمي، خصوصا الآبار التي يتم الحصول على المياه من مستويات متدنية "سطحية" أو قريبة من سطح الأرض، فقد تكون ملوثة بكاملها بمياه المجاري، أو قد تقع في مواقع لحفر تجميع مياه المصارف، لا سيما أن الأحساء تنتشر فيها ظاهرة تجميع مخلفات محطات الوقود والديزل وغسيل السيارات وتغيير الزيوت في حفر مكونة آبارا في الطبقات السفلية في الأرض، وتم رصد روائح بنزين وديزل وزيوت في مياه بالأحساء في وقت سابق، لافتا إلى ضرورة فحص المياه في هذه الآبار للتأكد من سلامتها للاستخدام الآدمي.