- روى أحد جنود القوات المسلحة المرابطين بالخطوط الأمامية على الحد الجنوبي، تفاصيل ست ساعات من الصبر والترقب، قضاها على سفح أحد المرتفعات المواجهة للحدود اليمنية، لرصد ومراقبة أحد مسلحي المليشيات، قبل أن يقوم بقنصه بإطلاق رصاصة واحدة أردته قتيلاً. وقال الجندي الشاب وفقاً ل"عكاظ" إنه كان بمهمة مراقبة ورصد محاولات العدو الاقتراب من الشريط الحدودي، ليرصد بمنظاره قناصاً متمركزاً في الطرف الآخر وبمواجهته تماماً، وكانت المسافة بينهما تقدر بنحو كيلو مترين فقط. وأضاف: "وفي لحظةِ ما أدركت أنه شاهدني وحدد موقعي، وأدرك أنني شاهدته جيداً وحددت موقعه؛ كنت محاطا بمتاريس، وكان مختبئاً بين الصخور، ولا أشاهد منه سوى طرف السلاح المعد للقنص الذي يحمله، وهو لا يشاهد سوى طرف السلاح الذي أحمله، ويعلم أن هناك أحداً خلف ذلك السلاح ينتظر الفرصة لقنصه". وتابع: "أصبحت أنا أنتظر أي حركة منه لأتمكن من قنصه، وهو ينتظر مني ولو نفساً عميقاً يحدد من خلاله موقعي، وكل واحد منا ينتظر خطأً يرتكبه الآخر ليستغله ويطلق رصاصته القاتلة، فرفعت صوتي لزملائي وأبلغتهم بوجود قناص في الطرف الآخر، حتى يحتاطوا ويحذروا ويتفهموا وضعيتي وعدم قدرتي على القيام بأي حركة". وأبان أنه أصرَّ على مواصلة الصمود والصبر، رغم عدم قدرته على تحريك يديه أو ساقيه، وأصابته بألم قوي وشد في جميع عضلات جسده، فلم يكن يفعل سوى النظر من خلال "الدربيل" أو "الناظور" الذي يحمله فوق سلاحه لرصد ومراقبة تحركات العدو. وأشار إلى أن الفرصة المناسبة لاقتناص العدو سنحت له بعد مضي ست ساعات، حيث تمكن التعب من عدوه، ولم يعد يحتمل البقاء بالوضعية نفسها لفترة أطول، فحاول العدو الانسحاب إلى الوراء، فقام الجندي بتسديد طلقة واحدة فقط أردته قتيلاً، فيما قام زملاؤه المرابطون بإسعافه ونقله إلى المركز الصحي، حيث تبددت آلامه واستقرت حالته الصحية بعد بضع ساعات.