ينفذ ضباط وأفراد القوات المسلحة على امتداد الشريط الحدودي في منطقة جازان، أعمالا بطولية بكل بسالة وشجاعة، ويؤدون مهامهم بكل نجاح ودقة واحترافية، من أجل أمن الوطن والحفاظ على سلامته وسلامة المواطنين، وردع كل من يحاول المساس بمقدرات الوطن أو العبث بمكتسباته. في الحلقة الماضية تحدثنا عن بداية جولتنا انطلاقا من مدينة جازان ووصولا إلى قطاع الحرث الحدودي حيث يوجد جنودنا البواسل من أبطال القوات المسلحة، واطلعنا على الروح المعنوية العالية التي يتمتعون بها والإمكانات المتوافرة لهم والتدريب العالي الذي يتميزون به، وإصرارهم على النصر بإذن الله، وقمع المعتدي وكل من تسول له نفسه المساس بالوطن. وتطرقنا إلى رصد إحدى فرق القوات المسلحة المتمركزة على الشريط الحدودي في محافظة الحرث، لتحركات أفراد من ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، كانت تحاول التسلل والاقتراب من الحدود، ومطالبتنا أثناء الجولة بالتراجع إلى نقطة أمنية أكثر تحصينا خوفا على سلامتنا حتى يتم التعامل مع العدو. كما تحدثنا عن التطمينات التي وصلتنا من المقدم سعد بن سعيد الشهراني قائد الاستطلاع في قطاع محافظة الحرث والذي كان برفقتنا في الجولة، وأن الوضع آمن بإذن الله، وأنه سيتم التعامل مع العدو وفق الخطط المعدة، التي يحددها عدد أفراد العدو ومكان وجوده والأسلحة التي يمتلكها، وبناء على المعلومات التي تتوفر من فرق الرصد، يتم وضع الخطة المناسبة للتعامل معه فورا. وأضاف المقدم الشهراني قائلا: «قبل وصولكم بساعات قليلة تم رصد ما يقارب 50 فردا من ميليشيات الحوثي كانوا يحاولون الاقتراب والتسلل نحو الحدود، وتم التعامل معهم في حينه، والقضاء عليهم، فقتل منهم من قتل وفر عدد قليل بعد أن تلقوا درسا لن ينسوه أبدا». «عكاظ» ترصد الخطة بعد ذلك طلب منا المقدم سعد الشهراني قائد الاستطلاع، رصد كيفية مواجهة العدو وفق عمل منظم وتخطيط سليم، فسعدنا بمثل هذه المشاركة الاستثنائية، وكنا نسير معه ونرصد كل تحركاته وتوجيهاته. اتجه المقدم الشهراني نحو أحد الضباط، وبدأ معه وضع الخطة المناسبة. كانوا ينظرون إلى خرائط عسكرية يصعب فهمها على المدنيين. وضعت على طاولة وأخذوا يتشاورون، ويتحدثون مع زملاء لهم في مواقع متفرقة عبر الجهاز اللاسلكي، يطلب منهم تحديد موقع العدو بشكل دقيق، وعددهم ونوعية الأسلحة التي يحملونها، وأسئلة كثيرة، كانت تصله إجاباتها بسرعة شديدة دون أي تأخير. وبعد أن تم جمع كافة المعلومات بدأ المقدم الشهراني يوجه بعض الفرق التابعة للقوات المسلحة والمختصين في سلاح المدفعية، بالاستعداد وضبط الإحداثيات التي تم تحديدها بشكل دقيق، وفي كل مرة كان يطلب منا المقدم الشهراني الاقتراب ورصد كل ما يدور، حتى وصلنا بالقرب من الجنود الذين يلقمون المدافع بتلك القذائف المختلفة في الأحجام والألوان. قذائف النصر لم يستغرق كل ذلك أكثر من عشر دقائق، حتى أصبحت جميع المدافع جاهزة، وبالفعل بدأت بإطلاق القذائف نحو العدو الذي كان يفكر في محاولة التسلل. كان صوت المدافع قويا، وكانت تطلق قذائفها من أكثر من موقع، جميع من وجد في تلك اللحظة كان بإمكانه أن يلمس مدى الشجاعة والتدريب العالي الذي يتمتع به أفراد القوات المسلحة. ويستطيع أن يشعر بروح التعاون بينهم، وحرصهم الشديد على النصر، وتلقين المعتدي دروسا لم يكن يتخيلها أبدا قبل أن يفكر مجرد التفكير في الاعتداء على أرض الوطن. لم تمض سوى نحو خمس دقائق حتى أعلن العقيد الشهراني القضاء على المعتدين وأن المهمة أنجزت بنجاح وزال الخطر الذي كان أعلن عنه. حقا كنا سعداء بتلك المشاركة وتلك اللحظات التي لا يمكن نسيانها أبدا، كنا سعداء بما شاهدناه، وبالانتصار الذي حققه رجال يستحقون كل الشكر والتقدير والدعاء لهم بالتوفيق والنصر. قدرة على الردع أكد قائد الاستطلاع في قطاع محافظة الحرث المقدم سعد بن سعيد الشهراني خلال الجولة بعد انتهاء مهمة دحر المعتدي، جاهزية القوات المرابطة على الشريط الحدودي وقدرتها على التصدي لكل من يحاول المساس بأمن وسلامة بلادنا، لما يتمتع به أفراد قواتنا العسكرية من شجاعة وبسالة في الميدان ومستوى التدريب المتطور الذي يتلقاه أفراد القوات المسلحة الأشاوس، بما يمكنهم من القيام بواجبهم الوطني في قتال الأعداء ودحرهم وإرجاع كيدهم في نحورهم، مطمئنا الجميع على أمن وسلامة الوضع على الشريط الحدودي سائلا الله تعالى أن يمد جنودنا المرابطين بنصره وتأييده وأن يرد كيد الكائدين في نحورهم. إنجازات متواصلة وأضاف المقدم الشهراني قائلا: نحقق الإنجازات تلو الإنجازات والانتصارات عقب الانتصارات بشكل متواصل، كل ذلك بفضل الله ثم بجهود جنودنا البواسل وأعمالهم الشجاعة والمخلصة التي يقومون بها في ظل الحكومة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وما يتمتعون به من روح معنوية عالية تلامس عنان السماء. أجهزة مراقبة متطورة وأبان الملازم أول عثمان حسين العريني من منسوبي القوات المسلحة، أن جنودنا البواسل ينفذون عمليات تمشيط للحدود على مدار الساعة، مستخدمين أحدث أجهزة المراقبة المتطورة لمتابعة أي تحركات قد تطرأ والتعامل معها على الفور وفق ما تقتضيه الحالة بكل دقة وثقة وعزيمة منطلقين في ذلك من إيمان راسخ بالله تعالى وحرص على حماية الوطن ومقدراته والوقوف صفا واحدا في وجه كل من تسول له نفسه النيل من أمن واستقرار وطننا العزيز، ونحمد الله عز وجل على كل ما تحقق من إنجازات وانتصارات بفضل رجال أشاوس يتوكلون على الله عز وجل دائما ويثقون في إمكاناتهم وكفاءتهم ومخلصين لله والمليك والوطن.